إسلاميات

في واحدة من أكثر صور التعصب عنفا، قام مواطن كندي من أصل باكستاني، بقتل ابنته بالسكين طعنا لرفضها ارتداء الحجاب!!
على الرغم من شناعة الجريمة التي هزت المجتمع الكندي المجبول على التسامح والغفران، وعلى الرغم من تأثيراتها المستقبلية السلبية على أوضاع الجاليات الاسلامية في تلك الدولة التي تعتبر مقصداً لطالبي الهجرة واللجوء السياسي والعيش الأفضل، فإن أيا من وسائل اعلام منطقتنا لم تعط موضوع هذه الجريمة المخيفة أي أهمية تذكر. والغريب أن هذا الصمت المريب امتد ليشمل حتى المجتمع الكندي نفسه. فالبعض لم يعر الأمر أي اهتمام، باعتبار الموضوع جريمة تصب في خانة الحمق والتعصب الاسري، أما البعض الآخر، فقد فضل الصمت لكي لا يتهم بمعاداة الاسلام والمسلمين والتعرض لمعتقداتهم بالنقد، وهذا ما أصبح يعرف بـ«فوبيا الاسلام»! وبين هذا وذلك ضاع دم تلك الفتاة البريئة هدرا.
من جانب آخر، قامت ضجة كبيرة في ماليزيا، التي كانت، وإلى الأمس القريب، من الدول الاسلامية المعتدلة الى حد ما، على ضوء قرار وزاري منع مواطني تلك الدولة من غير المسلمين، والذين يشكلون من السكان، من استخدام اسم الله، كما يلفظ باللغة العربية، في مراسلاتهم وادعيتهم وأحاديثهم!! هذا على الرغم من أن اسم الله استعمل من قبل العرب (غير المسلمين) قبل مئات السنين من ظهور دين الاسلام، وهو بالتالي ليس اسما مرتبطا بالاسلام والمسلمين!!
وذكر محلل ماليزي معروف أن اسم الله لم يكن معروفا في ماليزيا عندما وصل الاسلام الى تلك الجزر في القرن الثالث عشر، وكان الله يعرف بـdewata mulia raya، ويعني الله أو الرب باللغة السنسكريتية التي كانت متداولة وقتها في ماليزيا.
نعود للقرار الوزاري الذي صدر عن وزير الشؤون الاسلامية الماليزي، عبدالله محمد زين، الذي حظر فيه على جريدة محلية ناطقة باسم الكاثوليك استخدام اسم الله بحجة أن استخدام هذه التسمية من غير المسلمين «يثير الحساسية» وقد يؤدي الى التشويش بين مسلمي البلاد!!
كما اشتمل قرار الوزير على حظر دخول أي كتب غير اسلامية تحمل اسم الله!! ونص القرار المعتمد من الحكومة الماليزية على قصر استخدام كلمة الله على المسلمين فقط وحظر استعمالها على أتباع الديانات الأخرى!!
وقد أثار القرار جدلا كبيرا في ماليزيا، ليس بسبب كبر حجم غير المسلمين فيها، سواء بوذيين أو مسيحيين أو هندوساً
أو سيخاً، وهؤلاء أيضا يستخدمون كلمة الله.
ودفع قرار الحكومة احدى الكنائس الى رفع دعوى قضائية للمطالبة بحق استخدام الكلمة بدعوى أنها تعني الاله بشكل عام في لغة الـ «مالاي» وليس فقط عند المسلمين.
ونقل عن صحيفة ستار أن رئيس الوزراء الماليزي صرح بأن أحد الأسباب وراء فرض القيود على استخدام الاسم هو أن ماليزيا تستخدم الكلمة منذ زمن طويل.. وأضاف: سيتعين أن تستخدم المنشورات المطبوعة للديانات الأخرى كلمة الرب.. وليس الله لأن هذا الاسم يخص المسلمين فقط.
وهكذا نجحنا في تأميم لفظ الجلالة لمصلحتنا!!

الارشيف

Back to Top