بشرى المعتوق وبشارة الزنداني

ورد في 'دار اليوم' الإلكترونية قبل اشهر التالي: كشف عبدالحميد الزنداني، رئيس لجنة الاعجاز العلمي في القرآن التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، ورئيس جامعة في صنعاء، ان الهيئة التي شكلها قبل سنوات تمكنت من اكتشاف لقاح لمرض الايدز. وانه جرب على عدد من المرضى واثبت فعاليته في القضاء عليه، وهو الامر الذي فشلت مختبرات العالم اجمع في تحقيقه. وقال ان الدواء الذي اكتشفته مختبراته 'الدينية' يعمل على تقليص جزيئات الجرثومة المسببة للمرض، وانه مكون من عناصر طبيعية مستخلصة من الاعشاب، وان البحوث التي اجراها مع مساعديه تمت على اساس الايمان بما جاء في كتبنا الدينية، وانه يرفض الكشف عن مكونات الدواء لكي لا يقوم الاجانب بسرقة جهوده واضافة بعض العناصر للدواء للتمويه ومن ثم تسويقه على اساس انه من صنعهم. ودعا الاطباء الى زيارة اليمن لتجربة الدواء!
كلام الشيخ الزنداني بكل ما تضمنه من مبالغة وتهويل وادعاء لا يقل خطورة في تأثيره السيىء عما قاله وزير الاوقاف الكويتي في حفل افتتاح مؤتمر 'الاعجاز العلمي في القرآن'، الذي عقد في الكويت قبل 9 أشهر تقريبا (11/26) والذي ذكر فيه وامامه نخبة مرموقة من رجال الدولة والدين والدنيا بأن علماءنا أسهموا في انجاز 14 مكتشفا علميا موثقا بالمنهج الدقيق لتكون اضافة لحضارة اليوم ومساهمة في حل اصعب المشاكل التي تعاني منها البشرية وتهدد وجودها وانهم توصلوا الى نتائج ايجابية سواء مختبريا او تطبيقيا في امراض مثل الايدز!! وان الفرحة ستغمرنا بمثل هذا النجاح العلمي المتميز في علاج هذا المرض وامراض سرطان الرئة وداء الكبد الوبائي والسكري، الاول بالتحديد!!
لست على يقين ان كان مرضى الايدز الذين تكلم عنهم وزير الاوقاف الكويتي هم المرضى انفسهم الذين ورد ذكرهم في صحيح تصريح الزنداني! ولكن من المؤكد ان لا احد في العالم سمع حتى الان بأسماء مرضى اي من الطرفين من الذين تمت معالجتهم ولا نقول تم شفاؤهم، على يد الزنداني او علماء السيد المعتوق!!
لم نكن نود الكتابة عن الموضوع في حينه، وقلنا إن من الافضل اعطاء الجماعة بعضا من الوقت والان وبعد مرور 9 أشهر وبعد كل هذا الصمت الذي ساد بمجرد انتهاء اعمال مؤتمر الاعجاز كان لا بد من الكتابة عن الموضوع لكي يتوقف هؤلاء عن استغفالنا مرة أخرى!!
من حق الزنداني والمعتوق والزبداني وغيرهم اخفاء اسرار تركيبات ادويتهم العجيبة التي استطاعوا التوصل اليها. ولكن ليس من حقهم حرمان البشرية جمعاء من متعة رؤية مرضاهم الذين شفوا.
وعلى الوزير في الحكومة الكويتية الرشيدة والاصلاحية اثبات صحة ما ورد على لسانه قبل تسعة اشهر في مؤتمر رسمي عقد باسم الكويت وعلى ارضها! فما ذكر ليس بالامر الهين بل يشكل اهانة لجهود عشرات الدول وآلاف العلماء الذين يسعون في سباق مع الزمن لايجاد علاج لهذه الامراض الخطيرة التي تفتك بملايين البشر كل عام كما تنفق عشرات مليارات الدولارات على التجارب المخبرية لغرض ايجاد علاج لها.
حقا اننا ظاهرة صوتية.. لا اكثر!!

الارشيف

Back to Top