كلام الناس. بيانو الجسمي

لا تتجاوز ساعات مشاهدتي التلفزيون أسبوعيا الساعتين بكثير، وأحيانا يمر شهر كامل دون أن أعبأ بالنظر ولو للحظة الى الشاشة الصغيرة، خصوصا أثناء السفرِ
وجدت نفسي قبل فترة، وبطريق الصدفة، في مجلس أصر من كان فيه على متابعة برنامج 'مايسترو' على قناة 'نيو تي في' وكانت المقابلة مع الفنان (أصر على وصف فنان) الإماراتي حسين الجسمي!!
لم يحاول الجسمي إخفاء أي شيء عن مستواه التعليمي أو خلفيته العائلية المتواضعة ونشأته الأكثر بساطة، وكيف أن والده كان سائق شاحنة يجوب مختلف دول الخليج بشاحنته الثقيلةِ كما تكلم عن أسرته، وبالذات والدته التي توفيت قبل فترة قصيرة وحبه العميق لهاِ وفجأة تراجعت كاميرا التلفزيون إلى الوراء فظهر مقدم البرنامج خلف مكتبه وضيفه الفنان الجسمي كان جالسا أمام جهاز بيانو! وهنا بدأ في غناء أغنية لذكرى والدته!
كان الصوت من أجمل ما سمعت، وكان عزفه على البيانو أكثر روعة مما توقعتِ لقد كان فنانا بمعنى الكلمة في أدائه وعزفه واختياره لكلمات الأغنيات التي قام بأدائهاِ كما كانت أجوبته عن أسئلة مقدم البرنامج دقيقة وذكيةِ وقد أثار إعجابي حقا تمكنه، على الرغم من وضعه البيئي والعائلي وخلفيته التعليمية البسيطة، تمكنه من كل هذه المهارات الصعبة واللمحات واللفتات الجميلة!
تحية له من القلب، فقد أدخل السرور إلى نفسي، كما جعلني أشعر بالأمل! فوجود فنان بهذا المستوى بيننا يعني أن الأرض الخليجية الجدباء يمكن أن تعطي نباتات في غاية الروعة والجمال والندرة لو توافرت لها البيئة المناسبة والمناخ الصحي البعيد عن التطرف والتشدد والتحريم لكل جميل.
وسأقوم اليوم بزيارة 'فيرجن السوليدير' لشراء قرص مدمج، أو سي دي، لهذا الفنان القديرِ
***
ملاحظة:
ثارت ثائرة الكثيرين، وخصوصا من اصحاب الذاكرة القوية بالذات، على قيام فنان بالغناء في حفلات عامة، على الرغم من انحداره من اسرة اشتهر افرادها بكونهم من المؤذنين! ونسي هؤلاء أن عبدالحميد السيد وسيد درويش وسيد مكاوي وزكريا احمد وكثيرين غيرهم كانوا من مقرئي القرآن قبل ان يكونوا من المطربين أو الفنانين الكبار.

الارشيف

Back to Top