شهادة يهودي وكويتي سابق

'ِِ أنا ولدت في الكويت، انا من مواليد الكويت ونشأت فيها لأن والدي كان 'شغله' فيهاِ ومنذ نشأتي كانت تعجبني الموسيقى، وكنت 'أتحسس' بها كليا، كما يعجبني الشعر العربي وأتحسس به كثيرا.
لما 'صرت' في العاشرة من العمر دخلت المدرسة وتعلمت 'شوية' انكليزي وعربي، وطبعا ديانات من التراث، وكان العربي يعجبني كثيراِ وبعدها حبيت (رغبت) أدرس الموسيقى، وهناك في الكويت كانت موسيقى كويتية وحجازية ويمانية وبحرينية وهي جميعها تعلمتها في الكويت.
كان هناك واحد عواد يسموه خالد البكر، وكان عازف عود ماهر، وكنت اذهب عنده لأتعلم، وبعدين تركت العود وتعلمت الكمنجة (الكمان) وصرت ماهر في أداء الأغاني الكويتية وأغاني الجزيرة العربية.
وقد تعلمت الموسيقى والغناء من خالد البكر وكنت في العاشرة، وبعدين صرنا نجيب اسطوانات من العراق وتعلمت منها غناء المقامات والمغنى المصري والعراقي، وكنت أعزف وأغني، وكانت أول أغنية 'والله عجبني جمالك، يا بديع الجمال، بالنبي بالنبي ترجع ليالي وصالك'، وهذه الأغنية غنيتها عند شيوخ الكويت وشجعوني كثيرا، وكان معي اخي الأصغر داود، وكنا نعمل سويا، ونطلع الحفلات عند تجار الكويت والشيوخ أمثال عبدالله المبارك، وأحمد الجابر وكل الشيوخ الذين لا مجال لذكر اسمائهم'.
الكويت احسن بلد شفتها في حياتي، ماكو بيها (ليس بها) تعديات وبها مساواة وأمان، يعني افتح باب بيتك ونام!
عند ابتداء الأمر كنا نعزف أغاني كويتية ويمانية وحجازية، وكان يرافقنا في العزف طبالين يعزفون على المرواس، وهو طبل صغير، يقوم مقام الايقاع، وكان هناك رقص، ولكن رقص أديب يقوم به رجال، وهو رقص غير معروف في أي بلد وله قواعده.
بقينا في الكويت بعدها من 5 إلى 6 سنوات، وبعدها انتقلنا الى البصرة.
وسبب ذلك ان شركات الاسطوانات كانت تأتي الى الكويت للتسجيل، وفي تلك السنة لم تحضر فقررنا الذهاب الى البصرة للتسجيل هناك، جميع الأغاني التي غنيتها ليست من ألحاننا ولكن سجلتها على اسطوانات هي أغان كويتية أو يمانية أو حجازية أو بحرينية ومنها: والله عجبني جمالك، يا صبا نجد، في هوى بدري وزيني، يعاهدني لا خانني، ان شكوت الهوى، لعل الله يجمعنا قريبا، لولا النسيم، ان وجدي، نضرت عنها القميص، جرح حب قلبيِ وهذه جميعها سجلت بين 1926 و،1928 والاسطوانات لاتزال موجودة في الكويت وفي جميع دول الجزيرة'.
النص أعلاه مأخوذ، بتصرف بسيط جدا، من مقابلة اذاعية نشرت على عدد من مدونات الانترنت العربية مع المطرب الكويتي اليهودي 'صالح الكويتي' في بداية الثمانينات من القرن الماضي، والتي ذكر فيها ان جميع الأغاني التي سجلت له في الأعوام 1928/1927/1926 كانت من غير ألحانه! وهذا خلاف ما كنا، وكان الكثيرون يعتقدونهِ وتضمنت المقابلة كلاما جميلا عن 'ليبرالية وتسامح وأمانة' أهل الكويت، فأين نحن الآن من كل هذا؟

الارشيف

Back to Top