تخريب عقل الوافد الملتحي

قام وافد ملتح صاحب ميول إرهابية، كما ورد في الصحف، من الجنسية الأردنية، بتسلق سور المعهد العالي للفنون الموسيقية وإضرام النار في مسرح المعهد وفي سيارة النقل التلفزيوني الباهظة الثمن، الأمر الذي تسبب في الإضرار بأملاك الدولة وتعطيل الدراسة في المعهدِ وعند سؤال المتهم عن دوافعه ذكر أنه 'يحب الكويت' وأنه يعيش فيها منذ فترة طويلة، وحبه لها هو الذي دفعه للقيام بذلك العمل الإرهابي لأنه يعتقد أن من يقيم الحفلات الموسيقية سيدخل النارِ ولهذا، وحبا في أهل الكويت، ورغبة منه في تجنيبهم النار قرر تخليصهم من مسرح المعهد(!!!).
من المهم أن ننوه هنا بجهود رجال الأمن، الذين كان لذكائهم ويقظتهم الفضل الأكبر في إلقاء القبض على هذا المخبول، ولولا ذلك لاستمرت محاولاته 'الخيرة' في تخليصنا، حسب طريقته الفذة، من نار جهنم!!
من السذاجة الاعتقاد أن هذا الفعل فرديِ فهذا الشخص هو ابن البيئة التي يعيش فيهاِ وطالما نجح المجرم الأصلي والفعلي والأكبر، في زرع فكرة حرق مسرح المعهد في رأس هذا الأخرق فسينجح مستقبلا في زرع فكرة غيرها، وربما أخطر منها، في رأس شاب أخرق آخر، وما أكثر هؤلاء الذين فقدوا أي معنى للحياة، وآثروا تكفير المجتمع والبراء منه بهجره، بعد إحراقه.
أليس من الغريب أن يقوم وافد أردني تدل هيئته على تواضع إمكاناته، وربما تعليمه بالتالي، بتوريط نفسه في مثل هذا العمل الخطير دون حساب لعواقب المجتمع الذي يعيش فيه، والذي لا تكن نسبه كبيرة منه الود له، ألا يدل هذا على عمق نفوذ القيادات الدينية التخريبية في الكويت التي استطاعت خداع هذا البائس ودفعه للقيام بذلك الجرم السخيف الهدف والفكرة والمحتوى والذي لا يمكن قبوله؟! ألا يعني قيام هذا الشخص بجريمته في الكويت، وليس في وطنه وبين أهله وعشيرته؟ أن التأثير، أو التخريب الديني، على عقول الشباب في الكويت هو أخطر مما نتصور؟
إن الأجهزة الأمنية مطالبة بتكثيف تواجدها في دورالعبادة كافة، ولأي جهة أو طائفة كانتِ فمن الصعب، بعد هذا الحادث الأثيم، توقع من أين ستأتي الضربة القادمة.

الارشيف

Back to Top