آلام العاملين في الإسعاف

طالبنا، على مدى سنة كاملة، وكان ذلك قبل فترة، وعبر اكثر من سبعة مقالات، بضرورة قيام وزارة الصحة بتوفير العدد الكافي من سيارات الاسعاف المجهزة للعمل في مراكز طوارئ الوزارة التي تفتقر لكل الامور الاساسية اللازمة الاخرى، دع عنك سيارات الاسعاف المجهزة بأقل الضروريات.
وكان مسؤولو وزارة الصحة، كبارهم قبل صغارهم، دائمي الشكوى من عنف لهجة مقالاتنا، وعدم دقة ما يرد بها من معلومات، وانهم مستهدفون من قبلنا لامور شخصية، وان مراكز طوارئ الوزارة فيها ما يكفيها من سيارات اسعاف مجهزة واكثرها في حالة جيدة.
فجأة، ومن دون سابق انذار، اعلنت وزارة الصحة، على لسان وزيرها الطبيب، عن قيامها بتزويد مختلف مراكز الاسعاف بثمانين سيارة اسعاف جديدةِ وان الوزارة قامت بالفعل باستلام 50 سيارة، وهذه ستكون في الخدمة قريبا! وهذا يعني 130 سيارة اسعاف جديدة.

في الوقت الذي نشكر فيه وزارة الصحة على تحركها البطيء، وتجاوبها غير المباشر مع نداءاتنا، فإنه بودنا ان نطرح على مسؤوليها الاسئلة التالية:
أولا: كيف كانت الكويت مكتفية بسيارات الاسعاف، حسب قول مسؤوليها، وفجأة تبين ان الكويت بحاجة لوضع 130 سيارة جديدة في الخدمة، اي ضعف ما هو موجود حاليا؟.
وهل الوزارة كانت على حق من قبل، ام هي على حق الآن؟
ثانيا: كم من الآلام كان من الممكن تخفيفها لو كانت هذه السيارات موجودة في الخدمة منذ سنوات؟
ثالثا: كم من الارواح كان من الممكن انقاذها لو كانت هناك مركبات اسعاف كافية تعمل بشكل صالح وسليم؟
ان طلب هذا العدد الكبير من سيارات الاسعاف دفعة واحدة، يعني احد امرين: اما ان المسؤولين كانوا في السابق من المكابرين، عندما رفضا الاعتراف بوجود نقص في عدد وكفاءة هذه المركبات! او ان هناك شبهة تنفيع في طلب كل هذا العدد من المركبات دفعة واحدة! اسئلة وشكوك نضعها بتصرف الوزير الطبيب وبتصرف وكيله الطبيب الآخر، بعد ان شغلتهما الاعمال المكتبية عن وظائفهما الانسانية الحقيقية.
كما نتمنى عليهما زيارة بعض مراكز الاسعاف، وخاصة في المناطق البعيدة، للاطلاع عن 'كثب' على احوالها المزرية، والعمل بالتالي على تحديثها لتكون بحق مركزا لانقاذ حياة البشر، وليس اداة للقضاء عليهم او لزيادة آلامهم وآلام العاملين في تلك المراكز.

الارشيف

Back to Top