الحقنا يا بوناصر

السؤال الأول: كم يوما تحتاج سيارة شحن كبيرة قادمة من الامارات للوصول الى الكويت، علما بأن سائقها يحتاج لإجراء معاملة خروج من الامارات وأخرى لدخول السعودية وثالثة للخروج منها ورابعة لدخول الكويت؟! الجواب: أربعة ايام على الأقل.
السؤال الثاني: كم يتطلب وصول باخرة شحن الى الكويت قادمة من الامارات؟ الجواب: 36 ساعة في المتوسط!
السؤال الثالث والأهم: أي الوسيلتين أسرع في الوصول؟
الجواب البديهي: الباخرة!
ولكن 'المصيبة' ان الجواب صحيح من الناحية المنطقية ولكنه غير صحيح على أرض الواقع! حيث لم تتمكن أي باخرة قادمة الى الكويت من الإمارات، ومنذ سنوات طويلة، من الوصول الى أي من موانئنا البحرية والدخول وتفريغ حمولتها والخروج من الميناء في فترة تقل عن خمسة أيام ! وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى وضع موانئ الكويت البحرية المؤسف!

نشرت كافة الصحف قبل ايام خبرا موحد اللغة والصيغة يتعلق بقيام مؤسسة الموانئ بدعوة الشركات المتخصصة في الأعمال البحرية وتعميق الممرات المائية للتقدم بطلبات تأهيلهاِ وذكر في الخبر نفسه أن المؤسسة قد قامت باسناد عملية تنظيف الممرات المائية وتعميقها لفترة الأشهر الثمانية المقبلة الى شركة 'محددة' مقابل مبلغ ثلاثة ملايين دينار!
من المعروف ان عملية تأهيل شركة بحرية متخصصة ليست بالأمر السهل، اضافة الى أنها تستغرق وقتا طويلا، علما بأن المؤسسة سبق أن قامت بهذه العملية قبل سنوات، وتعرف جيدا أن عدد الشركات المؤهلة للقيام بمثل هذه الأعمال محدود جدا وأسماءها معروفة، كما أن لبعضها عقود صيانة مع ميناء أم قصر العراقي.
تستغرق عملية التأهيل وطرح المناقصة ودراسة العروض المقدمة وترسيتها، فترة لا تقل عن ثمانية أشهر، وهي تعادل الفترة نفسها التي قامت فيها مؤسسة الموانئ بترسية مناقصة تنظيف الممرات المائية على شركة 'محددة'، مما يعني أن هذه الشركة ستكون في وضع تنافسي افضل من بقية الشركات الاخرى فيما يتعلق بالفوز بعقد تنظيف وتعميق ممرات موانئ الكويت للسنوات المقبلة، حيث أنها موجودة في الموقع وبمعداتها التي تم استهلاك قيمتها، وتعرف كل شيء عن المشروع، وبالتالي فان فرصتها اكبر من الشركات الاخرى من كافة النواحي!
ما نود حقا معرفته يتعلق بالكيفية التي تم بها تكليف شركة 'محددة' بمشروع تبلغ قيمته ثلاثة ملايين دينار دون ان يتم الاعلان عنه بالطرق المشروعة؟
سوف لن ننادي لجنة المناقصات، ولن نطالب بتدخل ديوان المحاسبة، ولن نستصرخ ضمير أي نائب، بعد ان تبين لنا أن مصالح هؤلاء أهم من صادق نداءاتنا، وبالتالي مالنا إلا أن نرفع الصوت بالقول: الحقنا يا بو ناصر!

الارشيف

Back to Top