ليالي المصابين الطويلة

أصيب أحد أفراد أسرة الصباح بعارض صحي مساء الاثنين الماضي، آخر أيام رمضان، فتم الاتصال بالرقم 777 لارسال سيارة إسعاف، بعد مرور اكثر من 70 دقيقة تم نقله الى بيته لتلقي العناية اللازمة، بعد ان فقدنا الأمل في وصول سيارة الإسعاف، على الرغم من ان الشوارع كانت خالية في تلك الفترة.

تعتبر إدارة الطوارئ الطبية أكثر إدارات وزارة الصحة أهمية، وتخلفا في الوقت نفسهِ وعلى الرغم من عشرات المقالات التي كتبت، والانتقادات الحادة التي وجهت لها وما تسبب فيه اهمالها وتأخرها في الوصول الى مواقع الحوادث من فقد الكثيرين لأرواحهم، إلا انها تبدو وكأنها محصنة من كل انتقاد، ربما بسبب الانتماءات الحزبية المعروفة لبعض القائمين عليها.
وعلى الرغم من عدد المسعفين الكبير في الادارة إلا ان نسبة المنتظمين منهم تكاد لا تذكر لاسباب تتعلق بالمحسوبية والواسطةِ كما ان هناك شكوى من نقص شديد في عدد سيارات الاسعاف الصالحة، وحتى هذه تفتقر الى الكثير من الضرورياتِ فكيف يمكن ان نصدق ان دولة بثراء الكويت وقلة عدد سكانها وبموازنة صحية تتجاوز المليار دولار، لا تتوفر في سيارات إسعافها امور اساسية كجبائر الاطفال وثلج الكدمات والسكريات، لمواجهة حالات هبوط السكر، وأدوات قياس انخفاض ضغط الدم وأدوية لعلاجه، كما انها تفتقر حتى الى موازين قياس الحرارة؟!
ومن غير المعروف السبب الذي يجبر فيه المسعف المؤهل، في احيان كثيرة، على القيام بوظيفة سائق سيارة الاسعاف على الرغم من انه غير مؤهل لقيادتها، خصوصا في الحالات المستعجلة؟ ولماذا يحرم هؤلاء في الوقت نفسه من التغطية التأمينية ضد حوادث الطريق وغيرها من المخاطر؟
لو نظرنا الى الهيكل التنظيمي لإدارة الطوارئ لهالنا عدد المستويات التنظيمية فيها من مدير ومراقب ونائب ومسؤول ورئيسِِ الخ، ولوجدنا فيها كذلك تخمة في عدد مشغلي اللاسلكي، ونسبة كبيرة منهم من المسعفين المؤهلين الذين انتهى المطاف بهم كمشغلي لاسلكي بسبب قلة العمل في تلك الإدارة.
خلاصة القول، ان ادارة الطوارئ الطبية عاجزة عن توفير ما هو مطلوب منها، والحادثة التي ذكرتها في بداية المقال خير دليل على ذلكِ وعلى الرغم من كل ذلك تزمع الإدارة تقليل عدد المسعفين وسيارات الإسعاف في مراكز الأميري والدعية ومركز الصقر بنسبة 30% علما بأنها تعمل حاليا تحت ضغط كبير.
***
ملاحظة:
تقوم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في شتاء كل عام بعرض تشكيلة كبيرة من بطاقات التهنئة والألعاب والهداياِ وقد قامت المنظمة أخيرا بعرض تلك التشكيلة في مكتبها الكائن في الجابرية، علما بأن ريع بيع هذه البطاقات والهدايا يذهب لدعم صندوق الطفولة والعناية بسيئي الحظ منهمِِ وما اكثرهم في عالمنا الظالم هذا.
للراغبين في المساهمة في هذا العمل الإنساني وإدخال السرور والأمل في قلوب ملايين الأطفال الاتصال بمكتب المنظمة هاتف رقم 2/1/5329870 أو فاكس 5319712.

الارشيف

Back to Top