'عالمية' يوسف

ارسل لنا الزميل يوسف عبدالرحمن خطابا ارفقه بالعدد الجديد من مجلة 'العالمية' لسان حال الهيئة الخيرية الاسلامية!، وطلب منا الاطلاع على المجلة وتزويده: 'برأينا وانتقاداتنا الجريئة'.
ويبدو، والله اخبر، ان وضع الزميل يشابه وضع ذلك الصحافي الذي سأل دِ يوسف الابراهيم عن الجانب الذي سيصوت له عند طرح قانون الحقوق السياسية للمرأة للتصويت.
وبناء على طلبه سنكون في منتهى الصراحة معه وسنزوده بانتقاداتنا التالية:
1ـ قرت كلمة التحرير والتي كان مضمونها الاجابة عن سؤال: لماذا 'العالمية'؟ ولم اجد حقيقة جوابا شافيا وواضحا يبرر اصدار هذه المطبوعة!، ويحق لنا بدورنا ان نتساءل: لماذا العالمية؟ خاصة ان الساحة مليئة بعشرات المطبوعات الاسلامية والدينيةِ كما تتسابق الصحف إلى اصدار الملاحق وتخصيص عشرات الصفحات يوميا واسبوعيا للمسائل والمواضيع الدينية!.
اما كان من الاجدى لكل تلك الاموال، التي صرفت على تحرير وطباعة ونشر وتوزيع هذه المجلة شهريا، ان تصرف على مدرسة تختص بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة مثلا؟ وهي الفئة التي لم تحاول الدولة يوما ان تفكر جديا بحل مشكلتها بصورة جذرية، والتي وصلت اعدادها اخيرا الى اكثر من 7000 حالة شارك فيها تجاهلها والتسبب في تضخمها من كتب الكلمة الاخيرة في عدد تلك المجلة نفسه!.
2ـ نشر في الصفحة 55 كشفا بالمشاريع التي تبحث اللجنة لمتبرع كريم لها ومن بينها:
بئر سطحي في بلوشستان بتكلفة 500 دينار!
آبار سطحية في دول افريقية (!!) 500 دينار.
مسجد في مصر 14 الف دينار.
مسجد في اندونيسيا 8 آلاف دينار.
معهد معوقين في الهند 13 الف دينار!.
وهنا بودنا ان نسأل الاخ يوسف عبدالرحمن: ما مشاريع الهيئة العالمية داخل الكويت؟، وما التفسير الشرعي والمنطقي لانشاء مدرسة للمعاقين في الهند في الوقت الذي تشكو فيه الكويت من نقص رهيب في مجال توفير الرعاية التعليمية للمعاقين! واذا كانت هناك مشاريع لا تحتاج إلا الى 500 دينار وتنتظر محسنا كريما يقوم بها فلماذا احلت الهيئة العالمية لنفسها بناء صالة لكبار الزوار؟ وكأنها دولة وبها مطار دولي! وقبضت مقابل ذلك مبلغ 105 الاف دينار من الامانة العامة للوقف، وهو مبلغ يكفي لحفر 210 آبار!!.
وبالمناسبة لو جمعت اعداد الآبار التي ادعت كافة اللجان الخيرية انها حفرتها في الدول الافريقية لاكتشفنا ان ارض تلك القارة قد تحولت الى مجموعة من الثقوب الجافة!.
3ـ اشتمل العدد على عدد من الاعلانات من بيت التمويل والهيئة الخيرية العالمية وبيت الزكاة والامانة العامة للوقف وصندوق اعانة المرضى واللجنة الخيرية المشتركة، ووقفيات السنابل الخرافية وجميعها مؤسسات تابعة لتنظيم الاخوان المسلمين في الكويت!.
والطريف ان لكل جمعية ومؤسسة، من تلك التي ورد ذكرها اعلاه، مجلاتها ومطبوعاتهاِِ والاكثر طرافة من ذلك ان كل واحدة منها تعلن في مجلة الآخر فتتداول تكاليف الاعلان بينها فلا يخرج احد خاسرا ويربح الجميع من الزيادة في عدد التبرعات نتيجة نشر تلك الاعلانات!.
4ـ يحتوي عدد المجلة على مقابلة مع الشيخ القرضاوي خصصت بكاملها للدعاية للاحزاب الدينية في الكويت، وكيف ان الاحتلال العراقي اراد اغتيال العمل الخيري في الكويت!! وكأن الكويت كلها لم يتم اغتيالها في ذلك الغزو الحقير!.
لا نود ان نستطرد اكثر فالموضوع ذو شجون ويحتاج الى صفحات للتعليق عليه، ولكن نود بهذه المناسبة ان نسأل السيد رئيس تحرير مجلة 'العالمية': هل يسمح لاصحاب الاقلام المعادية لتوجه الاحزاب الدينية بالكتابة في مجلته في الوقت الذي يسمح هو لنفسه ولبقية الكتاب المنتمين للاحزاب الدينية بالكتابة في الصحف والمجلات الاخرى؟.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top