فريد شوقي وكوارث الامة

انتشرت اشاعة موت الفنان فريد شوقي في نفس يوم اذاعة خبر وفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي وقد اضطر الفنان فريد شوقي الي الظهور علي الشاشة التلفزيون بنفسه ليقوم بنفي خبر موته وقال ويا للسخرية , ان تلك لم تكن المرة الاولي التي تقوم فيها جهات معينة بترويج خبر من مثل تلك الاخبار !! حيث قامت اسرائيل في المرة السابقة بنشر تلك الاشاعة وذلك لابعاد الانتباه والافكار والانظار عن خبر غزوها للبنان !!
ربما ذكر الفنان العتيق تلك الملاحظة عن حسن نية وربما من باب مدح الذات ولكن لو صحت تلك الرواية وهي غالبا صحيحة فانها تدل علي مدي ما "نتحلي" به من سذاجة وفراغ في الفكر كما يبين الامر ايضا مدي بعدنا عن مجريات الاحداث وما يحيط بنا من اخطار بحيث ان خبر موت ممثل سينمائي كفيل بان يشغلنا عن ماساة احتلال بلد شقيق ورقيق كلبنان وما نتج عن ذلك الغزو من موت المئات تحت جنازير دبابات الاسرائيليين وتشريد عشرات الالاف من بيوتهم واراضيهم وخسارة البلايين نتيجة لذلك الغزو .
ولو كان "صدام الزفت" ذكيا لانتظر موت احد الفنانيين من درجة الاخ فريد ليقوم بعملية غزوه للكويت , حيث ستكون كافة الشعوب العربية واذاعاتها ومحطات تلفزيوناتها مشغولة وقتها ببث افلام الراحل الكبير ومقابلاته وكلماته وقصص من حياته وانجازاته وفتوحاته مع الراقصيين والراقصات !!!
لا نرجو للفنان الكبير فريد شوقي الا "طولة" العمر وعدم مغادرة هذه الحياة سريعا فالدنيا تسعة وايانا وستة بلايين ونصف البليون اخرين من البشر ولكن نتمني بسبب نوعية تفكيرنا الفذ ان لا يتصادف وقوع وفاته فتشعلنا "كارثة" موته عما هو اعظم منها بكثير !! وما اكثر الكوارث التي تنتظرنا في المستقبلين المنظور والبعيد !!!.

الارشيف

Back to Top