هديها يا الهده !!

كتب السيد عبدالعزيز الهدة في "الأنباء" قبل أيام يستفسر عن فائدة محطة الغناء العربي وذلك في معرض تأييده للإشاعات " السخيفة "  التي انتشرت عن عزم وزارة الإعلام إغلاق المحطة !!
والحقيقة أننا نتفق مع السيد الهده فيما ذهب إلية عن جدوى المحطة . ونود أن نضيف على ذلك ونتساءل عن الفائدة من وجود اللون الأسود في الأثاث والملابس والأطباق ولأقمشة والأوراق ، فهو دليل الحزن عند غالبية الشعوب والبشر ، وتعودت الناس أن تنفر منه فلماذا لا نلغيه من حياتنا !! ونتساءل كذلك عن السبب الذي يجعل البلدية تسمح للمواطنين ببناء بيوت ذات أشكال هندسية مزعجة للعين وتقوم بدهنها بألوان بشعة مؤذية للذوق والنظر !! ونتساءل معه عن السبب الذي يجعل وزارة التجارة تسمح باستيراد سيارات ذات ألوان فاقعة لا يحبها غالبية المواطنين !! وعن السبب الذي يجعل هيئة الزراعة تصرف العلف المدعوم لمربي النوق علما بأن غالبية المواطنين لا يستسيغوا طعم ألبانها !!!
قائمة ما تميل إليه مجموعة من المواطنين مقارنة بما تميل له مجموعة أخرى يمكن أن تطول وتطول بحيث يمكن أن تشمل كل شيء . فليس بالإمكان الاستقرار على أمور معينة في الإذاعة والتلفزيون والصحف مثلا والاتفاق على بثها أو نشرها أو إذاعتها لأنها تمثل رأي الأغلبية ، ونتجاهل في نفس الوقت كل أذواق ومشاعر وطلبات بقية الجماعات والأقليات لمجرد أن لا صوت لها ، ولا تعرف ما هو صالحا. ولا أدري السبب الذي يجعل مجموعة دينية متزمتة واحدة أو أكثر تعتقد بأنها وحدها المؤهلة لكي تقرر ما هو صالح للأمة وما هو في غير صالحا !!
ولو آمنا بأن رأي الأغلبية ، من ناحية الذوق والطعم والرائحة وبقية الميول ، يجب أن يفرض على الجميع لمجرد أنه رأي الأغلبية ، فإن من الحقائق المعروفة فئة الشباب تمثل النسبة الأكبر بين عدد السكان !! فهل فكر السيد الهده أو غيرة من المتزمتين دينيا بأخذ رأيهم والاستماع إليهم وإلى رغباتهم في نوعية برامج الإذاعة والتلفزيون ؟؟  ولماذا نصر على فرض أذواقنا وما نحب مشاهده على الآخرين دون الاهتمام باحتياجاتهم لمجرد أننا نعتقد بأن أعلم منهم بما هو شرك بالله ، وبالذي يؤدي إلى الكفر ، وبما يكون من الكبائر !!!

نرجو أن لا تؤثر محاولات التملق والمهادنة التي قام بها كتاب الزوايا المهمومة المغمومة وخطباء المساجد على وزير الإعلام الجديد ، وأملنا كبير في قدراته وتجاربه ، وبأنه سيكون ، بدون تملق ، أكبر بكثير من مثل هذه المناورات الرخيصة .
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top