الهندي «آبد» ونصب جماعتنا

كانت وظيفة تنظيف القلبان، أو آبار المياه في بيوت الكويت، المصدر الرئيس للماء حتى ما قبل 60 عاماً تقريباً، وظيفة يقوم بها الضرير، فالنزول للبئر وتنظيف ما تراكم فيها من أتربة، أو سقط فيها من مواد لم يكن يحتاج إلى بصر. وكان هؤلاء يدورون شوارع الكويت منادين: «جليب نخم»، أي «نكنس البئر»…! كانت أياماً صعبة وقاسية على الكثيرين، ولكن مع النفط تغيّرت أمور كثيرة، ومنها النفوس، التي أصبحت شريرة، وجذبت للكويت شذاذاً ما كانوا ليقصدوها لولا مزايا النفط المالية العينية التي أسالت لعابهم! وفي الهند يقوم آبد سورتي aabid surti البالغ من العمر 84 عاماً بالسير في شوارع مدينته وطرق الأبواب وعرض إصلاح أي حنفية مياه تتناقط الماء منها.. من دون مقابل! يقول سورتي الرسام السوريالي، ورسام الكاريكاتير والمؤلف المعروف، إنه صرف ما لديه من مال وحتى ما حصل عليه من جائزة على روايته، على إصلاح حنفيات المياه في البيوت والمكاتب. ويقول إن ما كان يراه في طفولته من تساقط قطرات الماء من الحنفيات كان يقلقه، وكان صوت تساقطها يشبه ضربات مطرقة صغيرة على رأسه. وللمساهمة في وضع حد للهدر تفرغ لمهمة إصلاحها. كان في البداية يستعين بـ«سمكري» ثم استغنى عنه، وأصبح يقوم بإصلاحها بنفسه. ويقول في تبرير شغفه بهذه المهمة إن الشخص الذي يملأ حب وطنه قلبه، فإن عليه القيام بشيء من أجل مجتمعه، وعندما يكون هناك حب، يتولى القدر مهمة تدبير المال اللازم للقيام بعمل كهذا. ويعتقد آبد أنه ساهم في توفير 20 مليون ليتر من مياه الشفة منفرداً، وأنه سيستمر في عمله سعيداً، وإن كان بإمكان من في عمره القيام بذلك، فإننا جميعاً قادرون عليه. نعود للكويت، ونقول إن بعض المحتالين «الجدد» قاموا بتأسيس شركات وهمية تقوم بالاتصال بأي رقم هاتف أو إرسال رسائل «واتس أب» تعلن فيها استعدادها لتصليح أي تسريبات مياه ومعالجة الرطوبة، من دون تكسير في الأسقف أو الحوائط، باستخدام أحدث الأجهزة، مع وجود فريق فنيين متخصص في الأعمال الصحية والعزل الكيميائي، للأسطح المبلطة وغير المبلطة، وتصليح خرير المسابح والحمامات والمطابخ وغرف المصاعد، مع الكفالة. ولكن ما إن يصل هؤلاء إلى البيت، وينتهوا من عملية الفحص البدائية، حتى يطلبوا مبلغاً كبيراً لإصلاح الخلل، وغالباً ما يرفض أهل البيت العرض، فيقوم هؤلاء بمطالبتهم بمبلغ صغير نسبياً نظير عملية «الفحص»، وغالباً ما يحصلون عليه بعد «تباك وإلحاح»، وهكذا يحقّقون لأنفسهم دخلاً يومياً لا بأس به من دون عناء.. فـ«خدوا بالكم»! وتقوم جهات أخرى بالاتصال في هذا الشهر وعرض بيع نسخ من القرآن لقاء دينار واحد للمصحف، ويعرضون أيضاً القيام بمهمة توزيعها على المحتاجين! وطبعاً العملية لا تخلو من التلاعب من البعض منهم، فالثمن المعروض أعلى من قيمة طبع أي مصحف، دع عنك توزيعه على المحتاجين، كما لا يجوز بيع المصحف أصلاً عن طريق الهاتف، وغير معروف من طبعه، وليس هناك مصحف، بل نصب واحتيال.. فخدوا بالكم! ***

على السيد عادل الصرعاوي، نائب رئيس ديوان المحاسبة، الاستقالة فورا؛ احتراما لحكم محكمة الاستئناف الذي قضى بسجن أحد كبار مساعديه في قضية تزوير محررات عرفية. قد تحكم «التمييز» ببراءته، ولكن بقاء المساعد، وعدم إيقافه ابتداء، وغل يده دليل دامغ على سوء إدارة الصرعاوي لمهامه.

أحمد الصراف 



الارشيف

Back to Top