إقبال الأحمد وعلي اليوحة

نشرت في 2017 كتابي الأول «كلام الناس»، ودعوت الزميل حمزة عليان لتقديمه في حفل التوقيع. ففاجأني في الحفل بقوله إن الكتاب ليس فيه شيء جديد غير صفحاته السبع الأولى، المتعلقة بحياتي، أما البقية فليست إلا مقالات سبق نشرها. كان بإمكاني الرد عليه والقول إنني قضيت ستة أشهر وأنا أراجع آلاف المقالات، من دون مبالغة واختيار ألف منها، ومن الألف اختيار عدد أقل وهكذا إلى أن وصلت لعدد مقالات الكتاب. كما أن المهمة لم تكن سهلة بل تطلبت إعادة طباعة كل مقال، من الأصل، ومراجعته، وما أخذ ذلك من جهد. كما أن تجميع المقالات في كتاب يعطي القارئ فكرة عن تطور أسلوب الكاتب وطريقة تفكيره، ويتيح له قراءة كل ما فاته من قبل. لكني فضلت السكوت حينها، ولكن تذكرت الحادثة وأنا أقلب صفحات الأجزاء الثلاثة الأنيقة لمقالات الزميلة إقبال الأحمد التي نشرتها تحت عنوان «رنة قلم»، وتبين لي بجلاء حجم الجهد الذي بذلته في العمل، الذي لا يمكن أن نطلق عليه «قص ولزق»، بل جاء حصيلة جهد ومثابرة يستحقان معرفتهما والاطلاع على الكتاب. كما يسرني في هذه العجالة الحديث عن الصديق المهندس علي اليوحة، الأمين العام السابق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بمناسبة الحفل الذي أقيم في سفارة النمسا بمناسبة تقلديه الوسام الذهبي الأعلى في النمسا تكريماً لجهوده الثقافية ومساهماته الإبداعية. يعود تاريخ هذا الوسام المرموق لعام 1952، وعلى الرغم من كل ظروف وموانع الكورونا فإن الحكومة النمساوية العظيمة لم تتردد في إقامة حفل منح الوسام للصديق اليوحة، وهو الوسام نفسه الذي سبق أن منح لشخصيات عالمية مرموقة، وكبار السياسيين ورؤساء الدول. نهنئ المهندس اليوحة بهذا التقدير العالمي، ونتمنى على حكومتنا الالتفات إلى مثل كفاءته، فقريباً سيقدم وزير الإعلام استقالته من الحكومة للتفرغ لحملته الانتخابية، وليس هناك من هو أفضل من علي اليوحة وزيراً للإعلام، فقد طفح الكيل بنا وأصابنا الغثيان من تردي حال إعلامنا الذي اختطفته قوى التخلُّف.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top