تعليم خالد المسعود

وضع مايكل هارت michael hart كتابه الشهير «الشخصيات المئة (الأكثر تأثيراً) في التاريخ»، عام 1978. وسبق أن كتبنا عدة مقالات عنه وعن البعض من شخصياته. ترجم أنيس منصور، الكاتب المصري، الذي روج لفكرة سلة استحضار الأرواح، الكتاب للعربية ونسبه لنفسه، بعد تغيير عنوانه ليصبح: «الشخصيات المئة (الأعظم) في التاريخ»!! هناك فرق كبير بين الأعظم والأكثر تأثيراً، فأدولف هتلر وستالين وغيرهما من الشخصيات المجرمة كانوا ضمن شخصيات الكتاب، ليس لكونهما من الأعظم، بل لاتساع تأثيرهما السيئ على شعوبهما والعالم، وبالتالي الفرق واضح! في مقالي قبل ثلاثة أيام عن التعليم في الكويت ذكرت أن خالد المسعود كان واحدا من الثلاثة الأكثر تأثيرا في التعليم في الكويت. فهم البعض أن في الأمر مدحا، غير مدركين، ربما، أن الأكثر تأثيرا لا يعني مدحا في كل الأحوال.

***

كان خالد المسعود شخصية وطنية طيبة، وصاحب مبادرات واجتهاد، وليس كل مجتهد مصيبا، فمن سقطاته التي لا نزال نعاني منها، وأثّرت على مسيرة التعليم سلبا بشكل عميق، وستبقى كذلك إلى وقت طويل، إنشاء معهد المعلمين، ووضع أسس الالتحاق به، عندما كان وزيرا للتعليم عام 1965. فقد قصر سنوات الدراسة في المعهد على سنتين، ينال بعدها الطالب دبلوما عاليا، وراتبا مجزيا. كما منح الملتحقين بالمعهد مكافأة شهرية قدرها 40 دينارا، وكان ذلك مبلغا كبيرا في حينه، فالتحق بالمعهد كل من عجز عن اللحاق بركب المتفوقين. ولغياب أي معايير أو نسب للالتحاق بالمعهد، فقد كان المستوى الدراسي لغالبية من التحق به في أيامه الأولى مترديا، ومنهم أصدقاء ومعارف وأهل! وكانت تلك بداية تخريب التعليم في الكويت، الذي أكمل المنتمون لحزب الإخوان المسلمين عليه بعد ذلك... وحتى اليوم!

***

يقول المثل الصيني، لا تعطني سمكة لعشائي، بل علمني كيف أصطاد، كيلا أنام وأنا جائع! وتقول الحكمة الغربية إن سبيكة حديد لا يزيد ثمنها على 5 دولارات سيصبح ثمنها 12 دولارا إن صنعت منها حدوات للحصان، وإذا صنعت منها إبر طبية فسيصبح سعرها 3500 دولار. وإذا صنعت منها نوابض للساعات هنا سيصبح سعرها 300 ألف دولار. تحويل السبيكة لصناعة حدوة حصان حقق للصانع ربحا يعادل ضعفي قيمتها، أما تحويل السبيكة لنوابض ساعات فقد حقق لصانعها ربحا يعادل 60 ألف ضعف قيمتها الأصلية!! السر، أو الفرق بين نسبة الربح في الحالتين، يسمى «العلم». فبالعلم تغلب العالم علينا، وتأخرنا. وبالعلم صنعوا لنا كل شيء، وبالأكل اكتفينا. وبالعلم فسروا لنا كل شيء وبالمؤامرة آمنا. وبالعلم سيطروا علينا، وسنبقى أسفل سافلينا.

***

ملاحظة: إلحاقا لمقالنا بالأمس عن مطالبة البعض بتثمين الصحراء، لفت م.صباح الريس نظرنا إلى أن الشيخ عبدالله السالم أمر في 19/10/1953 بجعل %97 من الأراضي للدولة، ناسفا أي مطالب «مضحكة، بتثمينها». وفي مقابلة مع الشاعر والراوية الجهراوي محمد بن طفلة العجمي (2011)، ذكر لرضا الفيلي أن قبائل الكويت الأساسية ثلاث فقط! فلمن تثمن الأراضي، يا عبدالهادي؟

المقابلة على الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=yosyudtmsxs&t=19s

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top