أنا والمفكر البغدادي

كتب المرحوم أحمد البغدادي يوماً نصاً جميلاً نقتبس منه ونضيف له. المسلمون هم الأمة الوحيدة التي ترى أنها وحدها بين الأمم على حق، وفي كل شيء، وأن الآخرين على باطل. ونضيف بأن كل فريق منهم يعتقد أنه على حق والآخرين على باطل. والأمة الوحيدة التي تخفف العقوبة على السجين المجرم، إذا كان مسلما ونجح في حفظ سور من القرآن! ونضيف: وتبقي غيره ولو كان أكثر استحقاقا للعفو وأكثر فائدة لغيره. والأمة الوحيدة التي يمكن لرجل الدين فيها الإفلات من عقوبة التحريض على القتل إذا وصف أحد الخصوم بالمرتد. ونضيف: وترتفع مكانة رجل الدين أكثر إذا فعل ذلك! والأمة الوحيدة التي لا تقتل القاتل، إذا أثبت أنه قتل مرتدا. ونضيف: ولا تعاقب حتى بكلمة من يشتم او يهين مثليا لا ذنب له! الأمة الوحيدة التي تعامل القاتل بالعقوبة المخففة إذا قتل أخته أو زوجته من أجل الشرف. ونضيف: وتنظر له بتقدير، وغالبا ما يخرج من السجن بعدها ببضعة أشهر. الأمة الوحيدة التي يميل أتباعها لوصف أنفسهم بأمة «اقرأ»، ومع هذا هم أقل أمم الأرض قراءة للكتب. وأضيف: ولا تقرأ أي شيء آخر، فلا أحد يقرأ. الأمة الوحيدة التي لا تزال تستخدم كلمة التكفير ضد خصومها المعارضين لرجال الدين والجماعات الدينية، وأضيف: بالرغم من أن %90 أو أكثر من بشر الأرض تنطبق عليهم صفة «كفرة». الأمة الوحيدة التي تضع حكم الفتوى فوق حكم القانون، وتدعي بكل صفاقة أنها دولة قانون. ونضيف: ومع هذا تسمح لكل من هب ودب وأرخى وجذب بأن «يفتي»، كما يشاء! الأمة الوحيدة التي لا تساهم بصنع فرشاة أسنان، ومع ذلك تتشدق بحضارتها البائدة. ونضيف: وتعتقد أن المخترعين تم تسخيرهم لخدمتها. الأمة الوحيدة التي تشتم الغرب وتعيش عالة عليه في كل شيء. ونضيف: وتلجأ للعلاج في مستشفياته، عند أول «وعكة». الأمة الوحيدة التي تضع المثقف في السجن بسبب ممارسته حرية التعبير. ونضيف: وتكرم المفتي الذي يجيز قتل من يعارض أفكاره. الأمة الوحيدة التي تعطي طلابها درجة الدكتوراه في الدين. ونضيف: بالرغم من يقينها أن الدين قد اكتمل منذ 1400 عاما، فما الحاجة للدكتوراه؟ الأمة الوحيدة التي لا تزال محكومة بكتب الموتى من ألف عام، ونضيف: ومن ينتقدهم يلحق بهم. الأمة الوحيدة التي يداهن فيها رجال الدين الحكام ويسكتون عن أخطائهم حتى ولو كانت شرعية وضد الدين! ونضيف: بأنها الأمة الأعلى في عدد «وعاظ السلاطين». الأمة الوحيدة التي لا تعترف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان! ونضيف: وجميعها وقعت عليه.. مع شديد تحفظاتها. الأمة الوحيدة التي تحرّم جميع الفنون الإنسانية، ولا تعترف سوى بفن الخط، ونضيف: وبعزف الربابة. الأمة الوحيدة التي لا تزال تؤمن بإخراج الجن من جسد الآدمي حتى ولو كان ذلك عن طريق القتل. ونضيف: وفي الكويت لو قتل المعالج مريضه يعفى عنه، ويمنح الجنسية تاليا ثم تسحب منه وتعاد له ثانية. الأمة الوحيدة التي تصدق كل ما يقوله رجل الدين من دون تحقيق علمي. ونضيف: وأصبحت بالتبعية تصدق كل ما يرد في غوغل أو رسائل الواتس.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top