حقيقة المخاوف من مصل «كورونا»

انتابتني مشاعر توجس وريبة في الأشهر القليلة الماضية بسبب كم التحذيرات المتعلقة بالأمصال المقاومة لفيروس كوفيد 19. وعندما وردتني بالأمس رسالة تتعلق بحلول موعد أخذ المصل الواقي، بصفتي من «كبار السن»، شعرت بخوف حقيقي من آثاره الجانبية، وتذكرت «مؤامرة بيل غيتس»، وتحذيرات الصديق جاسم رمضان، والمستشارة (!)، وكل ذلك الكم من الإشاعات التي أغرقنا في بحرها «علماء» وأطباء وأنصاف متعلمين، والتي خلقت لدينا جميعاً خوفاً حقيقياً وتردداً واضحاً في أخذ المصل.

***

خوفي على صحة من هم حولي باحتمال تسببي في تعاسة أحدهم، دفعني في النهاية لمركز التطعيم. أُعجبت بطريقة الترتيب والنظام، ولكن قلبي كان «يقرقع» من الداخل ومن كم ما قرأت من تحذيرات، وكدت أغير رأيي، ولكن صوتاً مرحباً لطبيب تعرّف عليّ جعلني أشعر بقليل من الاطمئنان، وعندما عرف مخاوفي حاول الاستهانة بها، ولكن كلامه زاد من شكوكي.

***

شمّرت عن كمي وتلقيت الحقنة، وشعرت على الفور بجفاف في حلقي وبغثيان تبعه صداع خفيف. لم أكترث كثيراً فوجوه الكل من حولي كانت عادية، ولكن مخاوفي أصبحت حقيقية مع شعوري بما يشبه التنمل في الجانب الأيسر من وجهي. لم يطل الوقت كثيراً قبل أن أفقد وعيي، وأقع على الأرض. يبدو أنه تم إسعافي ونقلي لغرفة الإنعاش، وهي مختلفة عن التي تلقيت اللقاح فيها. انتابني قلق شديد من الوحدة التي وجدت نفسي بها، وندمت لأن أحداً لم يرافقني، ولكن شيئاً من الاطمئنان قلل من مخاوفي مع بدء استعادتي لكامل وعيي، واختفاء التنمل من وجهي، ولكن الصداع لم يختف. بدأت أنظر حولي في الغرفة فوجدت على عربة تروللي مجموعة قوارير صغيرة، مدون عليها تحذير باللون الأحمر. تحاملت على نفسي وأخذت واحدة، فتبين أنها تحتوي على مصل الكورونا، وأنها مخصصة للاستخدام خارج الولايات المتحدة. تذكرت فوراً التحذير الذي أوردته مستشارة (!!) في تغريدة لها، وكيف أن هناك نوعين من الأمصال، نوع للاستخدام داخل أميركا وآخر خارجها، وأن ما يصلنا ليس له ربما نفس الفعالية، أو ربما يحتوي على أمور لا نعرفها. كما تذكرت ما تم تداوله بقوة عن احتواء المصل على «جب chip» بالغ الصغر يعطى مع المصل، ويبقى تحت الجلد، ويمكن عن طريقه معرفة كل شيء عن صحة الذي تلقى التطعيم وكل تحركاته. بدأت أبحث في جارور التروللي فوجدت منشوراً تضمن تعليمات مصورة عن الكيفية التي يتم بها حقن القوارير الزجاجية الصغيرة التي تحتوي على المصل بالسائل الذي يحتوي على الجب chip! فبدأ عرق بارد يتصبب من جبهتي، وتذكرت طرق ووسائل الحكومة العالمية الخفية، للتحكم في البشر عن طريق هذه الوسائل، وتلمست مكان الحقنة بحثاً عن الجب، وغرزت أظفري في جلدي محاولا إخراجه، فتدفق الدم وغطى ملابسي. انتابني الرعب مما فعلت ومن منظر الدم الذي غطى وجهي وملابسي فقررت الهرب. جمعت القوارير والمنشورات ووضعتها في كيس بلاستيك وخرجت من الشباك وتوجهت من فوري لـ القبس لكشف خيوط المؤامرة والاعتذار لكل الذين سبق أن سخرت من تحذيراتهم. 

***

يبدو أن تسارع دقات قلبي وما انتابني من خوف على نفسي ووطني وأسرتي من المصير المرعب الذي ينتظرنا أيقظني من أكثر حلم أزعجني في حياتي. قمت من فوري بالاتصال بالصديق د. هلال الساير لمساعدتي في تقريب موعد أخذ مصل الكورونا.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top