الخالد وكابتن الفريق

من أولى مهام أي رئيس وزراء مكلف البحث عن الفريق الوزاري الذي سيساعده في تنفيذ خطته، على افتراض أن للرئيس خطة محددة. وكون الكويت من العالم الثالث، فإن اختيار الوزراء يتم غالباً بإحدى طريقتين: إما تعيينات وزارية ترضي غالبية الأطراف المتنفذة، وليس مهماً كفاءة الوزراء الذين يتم اختيارهم. أو تعيينات مرضية ممثلة لأغلبية أطياف المجتمع، مع تطعيمها بواحد أو اثنين من أصحاب الكفاءة. وكانت وزارات نصف القرن الماضي غالباً من هذه أو تلك. وحيث إن الزمن تغير، وما كان يصلح للأمس لا يصلح ليومنا، خاصة أن طريقة اختيار الوزراء في آخر حكومتين أو أكثر لم تكن موفقة أبداً، وشابها قصور وأخطاء فادحة، وبالذات فيما يتعلق بالوزراء النواب، وتجربة وزير «مولانا الرومي» لا تزال حية في الأذهان، لما مثلته من سوء اختيار!

***

لا يختلف مجلس الوزراء، أو الفريق الوزاري كثيراً عن فريق كرة القدم. فاللعبة تتطلب من مدير الفريق والكابتن تحقيق الفوز بأعلى عدد من الأهداف، وهذا لا يتم بضرورة اختيار لاعب شيعي للهجوم، ورشيدي للدفاع، ومطيري لقلب الوسط، ورابع وخامس من الغرفة والشبرة للجناحين، وامرأة كـ cheerleader، بل يتم الاختيار بناء على مهارة كل لاعب في موقعه، إذا كان الفوز في المباراة هو الهدف، بصرف النظر عن عرق اللاعب وطائفته أو لون شعره. وبالتالي على سمو الرئيس، إن كان يريد بالفعل وزارة قوية، التخلي عن أسلوب المحاصصة البائس الحالي في اختيار الوزراء، وألّا يمنعه شيء من التصرف ككابتن فريق «إنقاذ الوطن»، وتعيين وزارة ذات كفاءة عالية حتى لو كان ثلاثة منهم من المطران وثلاثة من الشيعة وأربعة من الرشايدة مثلا، والبقية سيدات، هذا إن كان الهدف كسب معركة التخلف والفساد وإنقاذ الوطن والعباد من وضعنا الصحي الحاد والاقتصادي الأقرب للجماد. الخيار لك يا سمو الرئيس: إما اختيار يرضي الضمير ويصب في مصلحة الوطن العزيز، وشعبه الكريم، الذي أصبح مسكينا، أو نبقى على حالنا، وبالتالي لن نخرج يوماً من هذا الفساد، الذي أصبحت شبكته بالفعل أكبر من شبكة الصرف الصحي! وإلى مقال الغد.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top