الفرق بين الخرف وألزهايمر

أفضل ما قيل في ألزهايمر والخرف أن من يصاب بهما لا يعرف حقيقة مصابه أو وضعه الصحي، لكنه بداية معاناة كبيرة لمن يعيشون أو يهتمون بهم، خاصة إن كانوا كباراً في السن.
مع تقدمي في العمر أصبحت أرى أعدادا متزايدة من المصابين بأمراض النسيان، أو في طريقهم للإصابة بها، وهذا ما كنت لا أراه من قبل أو لم يكن يعنيني كثيراً.

يكمن الفرق بين الخرف وألزهايمر في مستوى الخطورة. فالخرف، الأخطر، يعني تدهورا حادا وعاما في القدرات العقلية، بما يكفي للتأثير في الحياة اليومية، كأن ينسى المصاب، إن كان وحيداً، أنه بحاجة للذهاب للتواليت، أو لتناول الطعام. بينما مرض ألزهايمر مرض دماغي محدد، وهو الذي يؤدي في أحيان كثيرة للخرف، الذي تبدأ أعراضه بفقدان الذاكرة، والارتباك، وضعف التفكير المنطقي، وتغيرات سلوكية مختلفة، تبدأ عادة بصعوبات طفيفة في الذاكرة، وتنتهي إلى تدهور إدراكي ووظيفي حاد. ومرض ألزهايمر مسؤول عن 60% إلى 80% من حالات الخرف.

لا يوجد حاليًا أي علاج ناجع لألزهايمر أو الخرف، كما أن لا حصانة لدى أحد من الإصابة بهذين المرضين، اللذين لا علاج لهما، حتى الآن، مثلهما مثل أي مرض يختص بالدماغ، فالطب عاجز حتى الآن عن الاقتراب الشديد منه، وكشف أسراره، لكن هناك أدوية وعلاجات تخفف من الأعراض مؤقتًا، أو تبطئ تطورها.

ومن العلامات المبكرة الأكثر شيوعًا فقدان الذاكرة القصير المدى، ونسيان المحادثات والأحداث الأخيرة، أو أماكن الأشياء اليومية، بينما غالبًا ما تبقى الذكريات الطويلة المدى سليمة في البداية. كما نجد ظواهر هذا المرض في صعوبة أداء المهام المألوفة، وصعوبة في إكمال الأنشطة الروتينية، مثل إدارة الأموال، أو اتباع وصفة طبية، أو استخدام الأجهزة المنزلية. مع ارتباك بشأن الزمان أو المكان، والضياع في الأماكن المألوفة، أو عدم التأكد من التواريخ ومرور الوقت، مع مواجهة مشاكل في اللغة والتواصل، وفي إيجاد الكلمات المناسبة، أو متابعة المحادثات، أو فهم ما يقوله الآخرون. كما يصاحب كل ذلك سوء في التقدير واتخاذ قرارات خاطئة أو سيئة، على غير العادة، مثل التبذير في المال بإهمال أو ارتداء ملابس غير مناسبة. ويصاحب ذلك تغيرات في المزاج أو الشخصية، وزيادة القلق، والاكتئاب، والخوف، والانسحاب من الهوايات، أو الانزعاج بسهولة في المواقف الجديدة أو المتغيرة. وهنا يتطلب الأمر غالباً «الحجر» على المريض لمنعه من إيذاء نفسه أو غيره.

كما يتطلب الأمر، في المراحل المبكرة، إحاطة المعني بمرضه، واختيار الوقت والمكان المناسبين لذلك، بحيث تكون في الصباح، وفي مكان هادئ، واستخدام أسلوب التعاطف والصبر واللطف في المحادثة، مع الأخذ في الاعتبار أنه قد لا يدرك الحقيقة وقد لا يتقبلها، إن عرف بها. مع تجنب ذكر اسم المرض، بل التحدث عن فقدان الذاكرة والنسيان، بشكل عام، مع استخدام عبارات تبدأ «لقد لاحظتُ...» أو «أنا قلق بشأن...»، فهذه يمكن أن تُقلّل من رده فعله الدفاعي، وجعل الأمر يتعلق بمشاعر المتحدث نفسه، مع ضرورة الاستماع باهتمام للمريض، والتحلّي بالصبر، وعدم جرح مشاعره، أو مشاعرها.


أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top