بودرة الصراصير

عندما لا يعجبك الطعام أو الخدمة في مطعم ما لا تحاول أبداً توبيخ النادل (الغرسون) فقد يضع هذا في صحنك ما لا ترغب فيه، قبل تقديمه إليك. وبالتالي، فإن افضل عقاب هو في وقف التعامل مع المطعم مستقبلاً!
ما يطالبنا به جمع من غلاة المتشددين دينياً، وحتى المعتوهين، من مقاطعة احتفالات المسيحيين باعيادهم، وعدم السلام عليهم أو تهنئتهم بالعام الجديد، لا شك نابع ليس فقط من كره هؤلاء الغلاة لما يمثله المسيحيون من خطر على معتقداتنا، بل وأيضا لما لمثل هذه التهاني من اثر إيجابي عليهم وشد أزرهم وتقوية مواقفهم، وفي هذا إضعاف لنا ولعقيدتنا! وبالتالي يجب الا نكتفي فقط بالدعوة لعدم تهنئة هؤلاء باعيادهم، والاستمرار في الوقت نفسه في التعامل معهم تجاريا واقتصاديا وصحيا، فهذا، كما ثبت طوال قرون، لن يؤثر عليهم، فتحريم السلام عليهم أصلاً نابع من ثقتنا بأنهم لا يبغون الخير لنا، وهنا من الأفضل عدم الاكتفاء بتحريم السلام بل ومقاطعتهم اقتصاديا وتجاريا وضربهم حيث يؤلمهم أكثر! وهنا ندعو ذلك السفيه الذي لا يعرف كيف يتصرف بماله في خير أهله وقومه، وثلة الغلاة والمتشددين، أخذ المبادرة، وقص الحق من أنفسهم، والتوقف عن زيادة قوة ومنعة أعداء الإسلام، بالامتناع عن شراء او استخدام منتجاتهم، سواء كانت سيارات أو ادوية أو تلفزيونات، وحتى الاحذية والاقمشة والدبابيس وسم الفئران، وحتى «بيف باف» الصراصير!
فهل نجد تجاوبا من هؤلاء، ونحن خلفهم سائرون؟

الارشيف

Back to Top