خلافاتنا أم إيران أهم؟

قامت شركة غوغل قبل فترة باستفتاء متصفحي موقعها عن أي تسميتي الخليج أكثر دقة، العربي أم الفارسي؟! وبالرغم من أن النتيجة، بصرف النظر عن مدى دقتها وطريقة المشاركة فيها، جاءت لمصلحة «الفارسي»، إلا أنها لا تعني شيئا على أرض الواقع. وفي هذا الصدد، كتب لي قارئ طالبا الكتابة في موضوع العلاقة بيننا وبين إيران، وكيف أنها أصبحت أكثر اضطرابا في السنوات الأخيرة. وتساءل إن كان هناك مجال لأن يقوم الطرفان، أو وسيط ما، بفعل ما لتجسير العلاقة وجعلها أقل عدائية. وقال إن مشاعر الكراهية والانتقام والتآمر والشوفينية والقومية والصراع التاريخي والعنصرية وأمورا أخرى هي التي تتحكم في العلاقة حاليا، وهو ما يعيدنا إلى القرون الوسطى، وليس للأمام كما ينبغي. وقال ان حتى شركة غوغل لم تترك مسألة الخلاف بين الطرفين تمر من دون أن تسهم في إشعال نيرانها، عندما قامت بذلك الاستفتاء، الذي ربما لم يطالبها أحد به! واضاف أنه يقترح أن يقوم أكاديميو ومثقفو الطرفين بالمساهمة في تقديم تصورات تخرجنا من هذه الدوامة، فلكل طرف كرامته وكبرياؤه وحقه في الوجود في المنطقة! واقترح أن يتفق على تسمية الخليج، والتي تعتبر واحدة من أكثر المسائل الخلافية بعدا عن المنطق، بــ«خليج السلام» أو «خليج الصداقة»! وانهى كلامه بالقول ان بإمكان اي حكومة في المنطقة الطلب من شركة غوغل التصويت على التسميتين اللتين اقترحهما، أو أي تسمية اخرى، بدلا من المختلف عليهما تاريخيا وعاطفيا وعرقيا... وربما مذهبيا!

***
وجهة نظر القارئ معقولة، ولكن الخلاف بيننا وبين إيران ليس خلافا بين طرفين محددين، فلا إيران، عدا سلطة المرشد، كتلة واحدة، ولا الدول العربية، وحتى الخليجية، كتلة واحدة. فان تقتنع دولة بوجهة نظر معينة يعني أن أمامك الجبال لتقنع غيرها بوجهة النظر نفسها! وبالتالي نحن بحاجة قبل كل شيء لأن نصفي قلوبنا ونتحد ونتفق على المسائل الخلافية بيننا، قبل ان نتجه صوب إيران ونحاول رأب الصدع معها، وما أكثر الصدوع بيننا! ففي نشرة ابريل 2011 من «رسالة الكويت»، الصادرة عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، نقلا عن «اللطائف المصورة» المصرية لعام 1934، نشرت صورة لسمو الأمير العربي الشيخ أحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، وذكرت تحتها أنه أجل زيارته لمصر بسبب انشغاله بالتدخل في حسم النزاع الذي نشب بين إمارتي قطر والبحرين على أرض الزبارة!
فهل تغير التاريخ أم تغيرنا؟

ينشر بالتزامن مع «المدى» العراقية

الارشيف

Back to Top