الليل الطويل

يمثل المسلمون ربع سكان العالم تقريبا، ولكن ثلثيهم يعيشون في مجتمعات قروية فقير،ة ويفتقرون إلى الكثير من أساسيات الحياة، وخاصة في افريقيا واندونيسيا وباكستان وأرياف الدول العربية، كما أن للأمية نصيبا كبيرا بينهم، ففي الوقت الذي نجد فيه أن عدد جامعات الولايات المتحدة وحدها يقارب الـ6000، فإن عددها في الدول الإسلامية لا يزيد على الألف بكثير! كما أن الفائزين بالجوائز العلمية العالمية المرموقة فيها لم يتعد اثنين، وكلاهما تلقيا تعليما غير تقليدي.
كان لابد من هذه المقدمة لكي نتطرق إلى المواضيع الثلاثة التالية باختصار شديد:
أولا: أقامت إحدى مدارس منطقة الأحمدي التعليمية في الكويت قبل أيام دورة تدريبية على مدى يومين لطالبات المدرسة تتعلق بكيفية التعامل مع الجن، وإخراجه من جسد الفتاة!
وفي باكستان، قام أربعة رجال باغتصاب علني لفتاة تبلغ 18 عاما، تنفيذا لحكم محكمة قبلية في قرية «ميروالا» الباكستانية، عقابا لقيام شقيقها بإقامة علاقة مع امرأة من قبيلة تنتمي إلى مستوى أرفع، علما بأن عمر الصبي لم يتجاوز 11 عاماً!
وجرت عملية الاغتصاب أمام حضور بلغ أكثر من ألف شخص، يتقدمهم والد الفتاة نفسها، إمعانا في الإهانة. كما أجبرت الضحية بعدها على العودة عارية لبيتها أمام الناس.
وورد في تقرير لـ «حقوق الإنسان الباكستانية» أن السلطات هناك تعلم بتلك الاغتصابات العلنية، ولكنها لا تفعل شيئا لمنعها، وأن الحادث يتكرر عشرات المرات سنويا.
وفي أفغانستان، تم اختيار «خالدة» البشتونية لتكون كابتن الفريق الوطني لكرة القدم. وطوال سنوات تعرض والدها واخوتها للسخرية لسماحهم لابنتهم باللعب، وعندما قرروا منعها أقدمت على الانتحار، وتم انقاذ حياتها بمعجزة، فاضطروا للموافقة على رغبتها. وفي مقابلة مع الـ «بي.بي.سي» قالت خالدة إن حياتها لا تساوي شيئا بغير هوايتها، وانها تعلم أن الموت ينتظرها، بسبب المجتمع الشديد التعصّب الذي تعيش فيه، ولكنها تصرّ على مزاولة هوايتها، ففي ذلك يكمن وجودها، كما أنها تلعب لتشد أزر غيرها، ومن منطلق حبها لوطنها وسمعته الدولية.
وفي رد على أسئلة أخرى قالت إنها تعلم أن فرصتها في الزواج وتكوين أسرة قد قضي عليها، فلا أحد يود الاقتران بفتاة تسافر مع زميلاتها لتمثيل وطنها في الخارج، وقالت إنها حرمت من اشياء كثيرة لكي تستمر في مزاولة هواية تحبها، ومعاناة زميلاتها في الفريق لا تقل عن معاناتها!
وفي أفغانستان، وأجزاء من إيران، انتشرت أخيرا عادة اقتناء الصبية الذكور كمرافقين، ولإحياء الحفلات والرقص فيها وممارسة الجنس معهم في نهاية اليوم، كما أصبح اقتناؤهم مظهرا للوجاهة، وتسمى هذه العادة بـ «بجه بازي».
والسؤال: ألا تستحق الشعوب الإسلامية، مثلها مثل غيرها، فرصة أفضل في الحياة؟ وإلى متى يستمر هذا الظلم في كل أرجائها؟

الارشيف

Back to Top