قبو البذور والظواهر السلبية

يوجد عدد لا يستهان به من العلماء في الدول الغربية، الذين يقلقهم كثيرا مصير الإنسان والحيوان والزرع والشجر وكل شيء آخر على سطح الأرض، وهؤلاء عادة ما يتلقون الدعم المادي من جمعيات علمية أو شركات عالمية، ويؤمن هؤلاء بضرورة اعتماد شعوب مناطق العالم بعضهم على بعض، وأن مصير الإنسانية مترابط. كما يعتقدون أن قلة من البشر ستنجو إن وقعت كارثة كونية، أو لا أحد أبدا، والصدفة هي التي ستقرر من يبقى ومن يفنى. وتحسبا لذلك اليوم قام هؤلاء، الذين لا يهدأ لهم بال، باختيار جزيرة نائية في النرويج تقع في منطقة تشتهر بصقيعها الدائم وصخرها السميك، على بعد 1120 كيلومترا من القطب الشمالي، وأنشأوا هناك قبوا داخل جبل متجمد أسموه «قبو يوم القيامة» وقاموا حتى الآن بحفظ أكثر من 525 ألف نوع من البذور جلبوها من مختلف دول العالم، ويعتبر القبو أكبر مستودع للمحاصيل على الأرض.
ونقلا عن موقع «لايف / ساينس» قام أخيراً وفد أميركي برئاسة السيناتور بنجامين كاردن بتسليم المشرفين على القبو مجموعة من بذور الفلفل الحار الخاصة بمناطق أميركا الشمالية. ونقل عن السيناتور القول ان العالم يعتمد على بعضه حين يتعلق الأمر بتنوع المحاصيل، التي تعتبر المادة الأولية الرئيسية لتحقيق مخزون غذائي جيد.
والآن ما الذي تستطيع دولنا المساهمة به في هذا المجال الحيوي؟ وإن قررنا المشاركة في مثل هذا المشروع الإنساني العظيم، فهل نرسل عضوا من لجنة الظواهر السلبية ليحمل لهم «بذورنا» المتمثلة بالنقل والبنك وغيرهما؟ ولماذا لا تحاول جهة ما بإقناع المشرفين على مشروع قبو يوم القيامة بتوسيع المشروع وجعله يهتم بالاحتفاظ بخواص البشر، فإن أصيبت الأرض بكارثة وتسبب الأمر في فناء كل شيء عليها، وبدأت الحياة فيه من جديد، واستعان إنسانه بالبذور لزرع المحاصيل وتوفير الغذاء، فمن أين سيأتي بالعقول المميزة كالتي يمتلكها بعض نوابنا، وخاصة من أعضاء لجنة الظواهر السلبية الذين طالما أثروا التجربة البرلمانية في هذا البلد الصغير «بروائح» مشاريعهم ومقترحاتهم للحكومة؟ وعليه أقترح قيام جهة غير حكومية، لانشغال غالبية الوزراء والوكلاء بقراءة خطة التنمية، بمحاولة إقناع «سلطات» قبو القيامة بفتح قسم لــ dna البشر، وأن تكون نواته عينات من هؤلاء النواب! وبالتالي نضمن عند وقوع أي كارثة كونية أن البشرية لن تحرم من عقولهم!
كما نقترح إرسال الخواص العقلية لبعض مشايخ الدين الذين تفننوا أخيرا في إصدار أغرب الفتاوى وأجمل النواهي وأعدل الأوامر، ليس فقط لندرة الخواص البشرية لهؤلاء، بل وأيضا لكونهم من المؤمنين بانحدارنا من نسل خير أمة وأننا خير البرية والبشرية، وأن العالم أجمع على ضلال مبين، ولا نتردد في الدعوة من فوق منابرنا أن يتيتّم أبناؤهم وأن تترمّل نساؤهم، وأن يحرق زرعهم، وربما لهذا سارع علماء الغرب لإنشاء قبو البذور قبل فوات الأوان!
***
• ملاحظة: نتقدم بالشكر الجزيل والحار لإدارة المركز العلمي في السالمية على اقامتها حفلا كبيرا في المركز بمناسبة قدوم القرقيعان، بيت سيد بورميضان.
ونتمنى في السنة المقبلة رؤية كل الجهات المعنية بالعلم مثل جامعة الكويت والجامعات الخاصة ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث (العلمية) والمتحف العلمي تشارك المركز العلمي في هذه الاحتفالية.

الارشيف

Back to Top