أصولٌ يُفضَّل معرفتُها

نقوم جميعاً تقريباً بزيارة بيوت والتمتع بالصحبة والألفة الجميلة، وغالباً ما يتخلل تلك اللقاءات تناول وجبات طعام، أو المشاركة في لعبة أو الاكتفاء بالتفرج على برنامج التلفزيون. خلال تلك الزيارات، يرفع البعض «الكلفة، أو الميانة» ويتصرفون وكأنهم أهل البيت، وكأن بإمكانهم القيام أو فعل كل ما يخطر على بالهم، لمجرد ثقتهم بأنهم أصدقاء مقربون، ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم. لكن الحقيقة أن لهذه الزيارات أصولاً من الجميل التمسك بها، وسبق أن ورد بعضها في تقرير في «النيويورك تايمز»، وبعضها من واقع تجربتي الشخصية، وبينها سلوكيات شائعة محببة، وأخرى غير مقبولة وسيئة، ومع هذا يقوم البعض بارتكابها بغير وعي أو عن جهل، أو بدافع الفضول.

وهناك وكالات وأشخاص متخصصون في تدريس هذه العادات، وتعليم أصول الزيارة وآداب المائدة، وإتيكيت الجلوس على مائدة الطعام، ومنها:

1 - من المهم تجنُّب لمس مقتنيات المضيف، من لوحات أو تماثيل وتحريكها، أو تصفح كتاب على الرف، ونقله من مكانه، وذلك لمجرد أننا سمعناه يقول لنا: تصرفوا وكأنكم في بيوتكم، لكن الحقيقة أنهم لا يقصدون ذلك حرفياً. فيجب ألا نضع أقدامنا، مثلاً على أثاث البيت، أو أن نبادر بفتح البراد، وتناول شيء منه، دون إذن من المضيف.

2 - كما من غير المستحب الطلب من صاحب البيت أن يأخذك في جولة في منزله، بل علينا الانتظار إلى أن يقترح أو تقترح زوجته أو رفيقته ذلك، فقد لا تكون بعض الغرف في حالة تسمح بزيارتها، لسبب أو لآخر.

3 - كما يجب عدم إطالة الزيارة، وأن نلتقط الإشارات، وحركات الجسد، وإبداء الرغبة في المغادرة، وانتظار رد الفعل من المضيف، فليس هناك أكثر إزعاجاً من الضيف الذي يطيل البقاء. ومن المهم ملاحظة حركات التثاؤب أو التزام المضيف الصمت لفترة طويلة، وتوقف مشاركته في الحديث، وتكرار النظر لساعة اليد أو الحائط، أو أن يغادر الجلسة، ويعود مرتدياً قطعة ملابس مختلفة.

4 - من الضروري أيضاً، عند كسر شيء، عن طريق الخطأ، أو سكب الشراب أو العصير على السجادة أو الأرضية، عدم تغطيته وتجاهله، بل إعلام الضيف به لكي يتم علاجه أو تنظيفه فوراً، كيلا يتفاقم الضرر.

5 - يفضل تجنب النظر في خزانات الأدوية في البيت، خاصة عند زيارة الحمام، والنظر داخل الخزانة، فأمراض الغير تعتبر من الأسرار، والاطلاع عليها أمر محرج للبعض، خاصة إن تضمنت أدوية مسكنة أو لعلاج الأعصاب أو ما شابه ذلك.

6 - كما علينا تجنب اصطحاب شخص غير مدعو للحفلة أو العشاء، مهما كانت قوة العلاقة مع المضيف، قبل الحصول على موافقته المسبقة، وغير المترددة.

7 - على الذين لديهم تحفظات أو حساسية من أغذية أو مواد غذائية إعلام المضيف بتلك التحفظات بوقت كافٍ، وليس عند الجلوس على طاولة الطعام، ورفض تناول نصف ما تم تحضيره من طعام بحجة الحساسية من نوع منه، أو أن يكون الضيف نباتياً مثلاً.

8 - كما علينا تجنب إطعام حيوانات البيت الأليفة، كلباً كان أو قطة أو طيراً أو أسماكاً، فهذه لها غالباً أنظمتها الغذائية الخاصة.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top