نظريات شخصية (4/1)

'ِِِ لا يهدف الارهابي الى قتل الابرياء، فالموت بالنسبة له تحصيل حاصلِ ولا رغبة لديه لاستعراض القوة لاقناع الطرف الاخر بوجهة نظره، فما يهدف اليه الارهابي بشكل خاص هو بث الرعب والذعر في النفوس، لاعتقاده بان هذا الخوف كفيل بتقويض اي ايمان في النفوسِِ'.
(دان براون، من رواية 'ملائكة وشياطين' طبعة 2000).
***
تتعدد النظريات، غربية وشرقية، عن الاسباب الكامنة وراء الارهاب ففي الوقت الذي يصر فيه أغلب 'مفكري' ورجال دين العالم الاسلامي على القول ان ما يحدث من ارهاب في العالم، وبالذات في العالم الغربي، لا علاقة له بالاسلام وبأهله، وان الاسلام، كرسالة ودين، بريء من هذه التهمة لانه دين يدعو الى المحبة والسلام، وهو، في ادعائهم هذا، على استعداد لتسطير عشرات النصوص الدينية المساندة لوجهة نظرهم، ونجدهم بالتالي اكثر ميلا لاعتبار ظاهرة الارهاب كردة فعل لما يحدث في فلسطين وافغانستان والعراق!
اما في الجانب الآخر فإننا نجد ان أغلب المفكرين والمحللين السياسيين الغربيين، والمتعاطفين معهم من دول اخرى، يعتقدون عكس ذلك تماما، وأن الارهاب، المتمثل بفكرة بالجهاد، هو جزء لا يتجزأ من الفكر الاسلاميِ ونجد هنا ايضا استعداد هؤلاء لسرد عشرات النصوص الدينية المؤيدة لوجهة نظرهم تلك! مؤكدين في الوقت نفسه ان ما يجري في العراق، وما جرى ويجري في فلسطين وافغانستان، لا يمكن ان يبرر ما تقوم به مجموعات ارهابية من اعمال قتل في الدول الغربية، او الدول التي لا علاقة مباشرة لها اصلا بما يجري في افغانستان والعراق وفلسطين.
وهناك مجموعة ثالثة تعتقد بان اسباب الارهاب هي خليط من هذا وذاكِِ فمن جهة يرى هؤلاء ان من الصعب تبرئة الفكر الاسلامي بعمومه، وبالذات افكار وكتابات ابن تيمية وابو العلي المودوي وسيد قطب والعشرات غيرهم، من تهمة التحريض، او شرعنة العمليات الارهابية التي اودت بحياة الاف الابرياء في مختلف دول العالمِ كما لا يمكن في الوقت نفسه فصل ما يحدث من ارهاب في العالم عن الاحداث الدامية التي جرت وتجري في عدد من المدن العربية والاسلامية.
قبل اتخاذ موقف محدد من الاحتمالات اعلاه دعونا نقم بدور محامي الشيطان devil`s advocatِأحمد الصراف

الارشيف

Back to Top