دكتوراه في أسبوعين

استلمت رسالة عن طريق البريد الالكتروني من المدعوة 'الفا كوميز'، والتي لا اعرف من تكون، تذكر فيها التالي:
هل فكرت يوما ان ما يقف في طريق تقدمك في الحياة وما يحول بينك وبين الترقية في عملك وزيادة اجرك المادي ومقامك المعنوي لا يزيد على بضعة احرف تضعها قبل أو بعد اسمك؟
يمكنك خلال اسبوعين، ومن دون دراسة أو تقديم امتحانات، ان تحصل على شهادة دراسية عالية اصلية حقيقية، يمكن التثبت من صلاحيتها بنسبة 100%ِ فهناك شهادات بكالوريوس وماجستير وكذلك شهادات دكتوراه متوافرة مع التفاصيل الكاملة لكشوف الأداء والعلامات الدراسية الكاملةِ ان هذا الأمر الذي لم تعرف به الا القلة، والذي بقي سرا لفترة طويلة، واصبح الآن في متناول يدك، يعود في المقام الأول إلى ثغرة موجودة في نظام اصدار الشهادات الدراسية العليا في جامعة مرموقة في الولايات المتحدة، وهي الثغرة التي تسمح لهذه الجامعات بمنح شهاداتها بناء لاعتبارات يعود إليها أمر تقريرهاِ وبسبب الاهتمام الواسع المتعلق باستغلال هذه الثغرة فإننا سوف لن نفاجأ بقيام هذه الجامعات باغلاق هذه الثغرة قريبا، ولهذا نطلب منكم الاسراع في الاتصال بنا لنقوم بتزويدك بالمتطلبات البسيطة التي عليكم تلبيتهاِ لمزيد من المعلومات يمكنكم الاتصال بنا، هاتفيا على الرقم (ِِِ) أو الكترونياِ عجل في الأمر فستكون ممتنا لنا كثيرا على هذه الرسالة.

والآنِِ كم من حملة مثل هذه الشهادات يعيشون بيننا، أو سيبدأون بالظهور والعيش بيننا قريبا، والذين ستسبق اسماؤهم أو تتبعها حروف أو القاب اكاديمية مرموقة؟ خصوصا اولئك الذين لا تضطرهم ظروف عملهم أو الجهات التي يرتبطون بها بعقود استشارية، أو غير ذلك، لتصديق او معادلة شهاداتهم لدى وزارة التعليم العالي!
وحيث ان من الصعب التثبت من صلاحية أو أهلية الشهادة العلمية التي يحملها شخص ما أو التأكد من كفاءته العلمية، خصوصا اولئك الذين يصرون على، أو الذين لا يترددون في تقديم انفسهم لك على انهم الدكتور فلان أو المستشار فلتان، فإن من المهم، قبل الدخول معهم في اتفاقيات أو عقود مقاولات أو ارتباطات عمل، التأكد من حقيقة الألقاب العلمية التي يدعون حملها.
نحن شعوب خجولة بطبعها، وهؤلاء المزيفون يعرفون ذلك جيدا ويستغلونه لصالحهم، وعليه، يجب وضع الخجل جانبا وسؤالهم عن اسماء وتفاصيل بسيطة عن الجامعات التي سبق أن تأهلوا منهاِِ فمن سأل ما تاه!
الرسالة المنوه عنها وصلتني قبل عام فتجاهلتها في حينه، لتفاهة مضمونها، ولكن تكرار ارسالها مرة أخرى دفعني للكتابة عنها، حيث بدا الأمر لي غريبا وخطيرا، ويحتاج لتنبيه القراء منه!

الارشيف

Back to Top