جحا وأسعار البترول

يحكى ان 'جحا' اقترض 'طاسة كبيرة' من جارهِ وعندما حان وقت اعادتها اليه وضع بداخلها آنية صغيرة! وعندما رد له جاره الآنية بحجة انها لا تعود اليه، طلب جحا منه الاحتفاظ بها قائلا ان 'طاسته' قد ولدت له تلك الآنية! احتفظ الجار بالآنية دون ان يقول شيئا.
تكرر الامر نفسه مع جار ثان، وثالث ورابع، حيث اقترض جحا منهم اوانيهم ثم اعادها اليهم تباعا وبداخلها اوان اخرى اصغر منها قائلا انها ولدت لديه.
ما ان انتشر الخبر بين سكان الحي حتى هرعوا جميعا ليودعوا اوانيهم لدى جحا لكي تلد عندهِِ بعد فترة تلكأ جحا في اعادة الاواني إلى اصحابها، واصبح يختلق مختلف الحجج لعدم اعادتها اليهمِ وعندما اشتد الضغط عليه وتعالى صراخ 'المودعين'، فاجأهم جحا بقوله: ان اوانيهم قد ماتت!
استنكر سكان الحي عذر جحا الاقبح من ذنبه قائلين له: كيف تموت الاواني؟
فرد عليهم جحا قائلا: ان قبولكم بمبدأ توالد الاواني كاف لكي تقبلوا بمبدأ موتهاِ فما يولد يموت ايضا!
نذكر هذه الطرفة بمناسبة الزيادة الكبيرة التي طرأت على اسعار النفط أخيرا، والتي دفعت الحكومة الى اتخاذ قرار توزيع مبلغ مائتي دينار مجانا على كل مواطن، والى الحماس الغريب الذي ابداه الكثيرون لموضوع المنحة، وضرورة توزيعها بأسرع ما يمكن.
وحيث ان اسعار النفط، منذ اليوم الذي تم فيه اتخاذ قرار توزيع المنحة، هي في انخفاض مستمر، فان من حق الحكومة التي قامت بتوزيع مبلغ المنحة على المواطنين في وقت الرخاء، من حقها بالتالي الرجوع إليهم، طالبة منهم دفع الضرائب لها لكي تتمكن من الوفاء بالتزاماتها، في حال استمرار اسعار النفط في الانخفاض.
وعليه، فاننا ننصح كل اولئك الرافضين لفكرة دفع الضرائب للدولة مستقبلا، ونحن لسنا منهم ولا نؤيدهم، ننصحهم بالامتناع عن قبول منحة المائتي دينارِ فمن دفع لك في الرخاء من حقه ان يأخذ منك في الكساد.
* * *
ملاحظة (1):
لكي تتمكن الحكومة من الوفاء بجميع التزاماتها دون ان تقع في عجز مالي، فان اسعار بيع النفط الكويتي يجب ألا تنخفض عن 35 دولارا للبرميل الواحد! وهذا السعر ليس ببعيد، والضرائب قادمة لا محالة.
ملاحظة (2):
نبارك للسيدة سهام الفريح، الاكاديمية الكويتية والعاملة النشطة في مجال حقوق الانسان، اختيارها نائبا لرئيس المنظمة العربية لحقوق الانسان، وتكون السيدة الفريح بذلك اول كويتية تصل الى هذا المنصب الإنساني الرفيع.

الارشيف

Back to Top