السعادة الآن

نقنع عادة أنفسنا بالقول إن حياتنا ستكون حتما افضل وسنكون سعداء أكثر عندما نتزوج، واننا سنكون اكثر شعورا بالحبور عندما يصبح لدينا ابن ثم ثانِ ثم تنتابنا حالة من قلة الصبر والانزعاج لعدم بلوغ أبنائنا السن المناسبة، ونقنع أنفسنا بأن حياتنا ستكون سعيدة حقا اذا ما كبر ابناؤنا، بعدها سينتابنا القلق نفسه عندما يصبحون مراهقين، وما يعنيه كل ذلك من صعوبة في التعامل معهم، وسننتظر بفارغ الصبر خروجهم من تلك المرحلة واستقلالهم بحياتهم لكي نبدأ بالاستمتاع بوقتناِ ونمني النفس بأن السعادة لا محال قادمة عندما يقوم زوجنا، أو زوجتنا، بترتيب أمور حياته، أو عندما نحصل على سيارة أجمل، او عندما نستطيع القيام باجازة ممتعة، او عندما يحين وقت التقاعد.
والحقيقة انه ليس هناك من وقت مناسب، اكثر من الآن، لكي نستمتع بوقتنا، فإن لم يكن الآن فمتى اذا؟ فحياتنا ستكون دائما ممتلئة بالتحديات، ومن الافضل الاعتراف بذلك من الآن واتخاذ قرار الاستمتاع بالحياة على اي حال.
إن السعادة هي الطريق، وعليه يجب ان نثمن كل لحظة في حياتنا ونستمتع بها أكثر إذا كنا سنقضيها مع شخص نسعد بوجوده معنا، ويهمنا أمره بحيث نقضي بقية العمر معه، ولا ننسى ان الوقت يجري ولا ينتظر أحدا.
وعليه توقف عن الانتظار.
ِِ انتظار ان تشتري بيتا وتحصل على سيارة.
ِِ انتظار ان يكبر أبناؤك ويتركوا البيت لتعود الى الدراسة وتنتهي منها.
ِِ انتظار أن تفقد خمسة كيلوغرامات من وزنك او أن تزيده بالمقدار نفسه.
أو انتظار ان تتزوج وتنجب الاطفال.
او تنتظر التقاعد وقدوم الصيف لكي تذهب الى البحر، وتنتظر السقوط مريضا، والموت بعدها، والذي سيأتي عاجلا أو آجلا.
اذا، فليس هناك وقت افضل من الآن لكي تكون سعيدا.
إن السعادة رحلة، وليست محطة تحاول الوصول اليها.
وعلينا أن نعمل في هذه الحياة وكأننا لا نحتاج الى مال، ونتورط في الحب وكأننا لم نكتو قط بناره، وان نقوم بالرقص وكأن احدا لا يراقب خطواتنا.

ملاحظة:
شكرا لسعيد سكر وعبدالمحسن حيات.

الارشيف

Back to Top