عراقيات 1/4

سنكتب، كلما سنحت لنا الفرصة، عن موضوع 'العراقيات'، وهو عنوان هذا المقالِ ونعني بذلك الاهتمام بأمور العراق، وطنا ومواطنينِ فالعراق سيبقى جارا وقوة عسكرية وبشرية كبيرة ودولة شاسعة متنوعة التضاريس غنية بثقافتها مخيفة بمواردها الطبيعية وثرواتها المدنية وحضارتها الموغلة في القدم، وبكل ما يحمله ذلك الشعب، مثله مثل كثير من الشعوب الاخرى، من تناقضات ونقاط ضعف لا تعد ولا تحصى!
وعلى الرغم من انتماء جزء كبير، ومؤثر، منا الى الصحراء، والى مناطق متفرقة اخرى تقع وراء البحار وامامها، وهي المناطق والامصار التي سبق ان تقدموا منها ليستوطنوا هذه البقعة من ارض الجزيرة قبل مئات السنين، الا انهم استطاعوا تشكيل نسيج خاص بهم له اماله وتطلعاته، وهذه الامال لا يمكن ان تتبلور الى حقائق اكبر من غير الامتداد بصورة طبيعية شمالا، وليس بالعودة جنوباِ فالعوامل المرتبطة بالتقدم والحضارة وبسهولة ورغد العيش، المتمثل في توفر الكلأ والماء، اقوى بكثير من عوامل الانتماء للارض، ولو كان العكس صحيحا لما تأسست الكويت اصلا ولما ترك احد وطنه ليذهب لموطن اخر على بعد آلاف الاميال من مسقط رأسه!
وعليه فان اهتمامنا، كمواطنين ودولة، بالعراق، كوطن وشعب، يجب ان يتركز على استقرار الامور بيننا لما فيه مصلحة الطرفين، وهذه المصلحة لا يمكن ان تتحقق ان لم تبن على اسس متينة وصلبة لا تمحى عند اول اختلاف تافه في الرأيِ وهذا لا يمكن ان يتحقق ان لم يعتمد على عاملين اساسيين:
الاول: اعتراف كل دولة، وعن قناعة الاغلبية التامة في كل منها، بحق شعب الدولة الاخرى في العيش سيدا مستقلا في وطنه.
ثانيا: ضرورة تحقيق المصلحة والمصير المشتركين للطرفين على الاسس المادية اولا وثانيا وثالثا، ثم تأتي العوامل الثانوية الاخرى، من جوار ولغة وغير ذلك، فقضايا الاقتصاد والمال والمصير والمشاريع المشتركة هي التي وحدت اوروبا، وليس اللغة والدين والجوار!

الارشيف

Back to Top