الضحك على الشوارب واللحى

أكد خبير تشيكي في الاسلحة غير التقليدية أن اكثر من 75% من الاقنعة الواقية من الغازات الموجودة في البلاد غير صالحة! وقد سبق ان اشرنا الى هذا الموضوع في اكثر من مقال وملاحظة.
وقد قامت وزارة التجارة مؤخرا بفتح مظاريف مناقصة توريد ما يزيد عن مليوني قناع واق من الغازات، وسبق ايضا ان قلنا ان الموضوع غير جدي، ولا يعني شيئا، وان ليس هناك شركة او دولة او مخزون يمكن سحب هذه الكمية الكبيرة منه عند الطلب، وذلك بسبب الطبيعة الخاصة للاقنعة الواقية من الغازات والاسلحة الجرثومية والكيماوية، سواء ما تعلق بعمرها الافتراضي المحدود او بسبب قصر فترة صلاحية الفلاتر التي يتم تركيبها عليها، والتي لا تزيد عن ستة اشهر، وعليه لا تقوم اي دولة او مصنع بانتاج اي اقنعة او فلاتر وتخزينها لبيعها للمحتاجين اليها، بل يتم تصنيعها وشحنها للمشترين حسب الطلب.
وعليه تعتبر كافة الاجراءات التي قامت وتقوم بها وزارة التجارة ـ سواء ما تعلق منها بطرح مناقصة توريد اكثر من مليوني قناع وفتح المظاريف وترسية العروض وتحديد الجهات والكيفية التي سيتم بها توزيع الاقنعة على المواطنين ـ كلاما فارغا غير ذي معنى، وضحكا على الشوارب واللحى! فطلب مثل هذه الكمية التعجيزية ـ ومن قبل جهاز بيروقراطي متخلف، كجهاز وزارة التجارة، الذي لا عهد لديه ولا خبرة، في مسائل الاستيراد بشكل عام، والاقنعة الواقية بشكل خاص ـ عبث وتضييع وقتِ فشروط المناقصة التي تم طرحها لكل من هب ودب لم تحدد الكميات ولا وقت التسليم ولا اي شروط تقنية اخرى، وبالتالي من غير الممكن اضفاء الجدية على الموضوع بأكمله، علما بان كافة المؤشرات تقول ان موعد الحرب سوف لن يتجاوز شهر مارس المقبل بكثير، في الوقت الذي تحتاج فيه وزارة التجارة العتيدة الى اكثر من ستة اشهر لدراسة العروض المقدمة وترسية المناقصة على اكثر من عشرة اطراف على الاقل وانتظار فترة التصنيع والشحن برا وجوا وبحرا، ناهيك عما سيتطلبه امر تخليص كل هذه الكمية الكبيرة من الاقنعة، وتوزيعها على مختلف المراكز ثم على المواطنين والمقيمين من وقت طويل.
ولذلك ندعو كافة المواطنين والمقيمين الى عدم الاعتماد على وعود الحكومة وتصريحاتها المتعلقة باستيراد الاقنعة وتوزيعها عليهم، بل الاعتماد على انفسهم وملازمة البيوت وعدم مفارقتها الا للضرورة القصوى في حال ورود انباء عن وقوع هجوم قوات التحالف الدولي على العراقِ كما نطلب منهم عدم الاعتماد او الثقة بان اي اقنعة 'صالحة' قد يتم توزيعها عليهم قبل مرور ثلاثة اشهر على الاقل، حيث ان الاقنعة الجاهزة للبيع في السوق الدولي تعتبر من مخلفات جيوش دول الكتلة السوفيتية التي انتهت صلاحياتها منذ فترة طويلة.
***
ملاحظة (1):
اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي يمكن اعتبارها شبه مكتفية في موضوع الاقنعة الواقية من الغازاتِ ووصل الامر الى تصنيع اقنعة لبعض الحيوانات 'الاليفة'، لكي لا نقول الكلاب.
ملاحظة (2):
عندما تظلم الدنيا امامك عليك بالصلاة والدعاء، ولكن ان استمر الظلام فعليك عندها اضاءة المصباح الكهربائي!.

الارشيف

Back to Top