ما نحتاجه ايضا

1 ـ عندما قررت الكويت، في عهد الشيخ عبدالله السالم، وضع قانون 'جزاء' عصري للمرة الأولى في تاريخها، استعانت بالخبير القانوني المصري السنهوري باشاِ وما ان بدأت المداولات والمناقشات حتى طالب البعض وقتها، مثل النائب وليد الطبطبائي في وقتنا، بتضمين القانون قطع اليد والرجم والقصاصِ ولكن السنهوري باشا لم يقبل بذلك، مما جعل هؤلاء المتزمتين يتهمونه بالكفر وبمعاداة الشريعة!.
تدخل الشيخ عبدالله السالم في الأمر واستدعى الخبير السنهوري لسؤاله عن وجهة نظره في الأمر، وحضر اللقاء الأستاذ حمد يوسف العيسى المحامي، الذي قام شخصيا بتدوين المحادثة بين الشيخ والخبير، بناء على طلب الأول، وذلك لكي تكون شهادة للتاريخ، حيث وجه الشيخ الكلام للخبير قائلا: يا باشا يقولون عنك انك خرجت على الشريعة الإسلامية؟ فرد السنهوري باشا على سموه: نعم لقد خرجت، ولكنني أسأل سموك: هل أنت حاليا تقطع يد السارق؟ فقال الشيخ عبدالله السالم: لاِ قال السنهوري: وهل ترجم الزاني؟ قال الشيخ: لا، قال السنهوري: هل تقيم القصاص؟ قال سموه: لاِ فرد السنهوري: إذا هذا هو خروجي على الشريعة، أي انني لم أفعل شيئا بخلاف ما هو مطبق عندكم!.
تلك كانت عظمة أولئك الكبار.
جاء ذلك في مقابلة نشرت في 'الزمن' مع الأستاذ حمد العيسى بتاريخ 28/11.

2 ـ سادت البلاد في السنوات الأخيرة موجة من التطرف الديني غير المبررِ ومن الواضح ان المحصلة النهائية لكل ذلك لم تكن في صالح أحد غير فئة صغيرة ركبت الموجة واستفادت منها ماديا ومعنويا ونالت ما أرادت.
صاحب الموجة في الفترة نفسها انتشار مسابقات ودورات ومهرجانات تحت عناوين حفظ القرآن وتجويدهِ وعلى الرغم من سلامة هذا الأمر من الناحية الدينية البحتة، إلا اننا نحن بأمس الحاجة للتحضير والترتيب لدورات في فهم القرآن، فنحن مطالبون بالفهم أولا وبالفهم ثانيا وبالفهم ثالثا ورابعا ومائة، بالاضافة الى دور الحفظ!.
فهل سنسمع قريبا ضمن دورات حفظ القرآن، البدء بسماع أنباء إقامة دورات لفهم القرآن؟ ان هذا ما نحن في أمس الحاجة اليه!.

الارشيف

Back to Top