هل هو احتيال أم غياب ضمير؟

توجد في الكويت مراكز محددة يتجمع امامها عدد من المتسولين بصفة دائمة.
تجدهم مثلا امام مداخل مجمع الوزارات وعدد من مراكز الجوازات والهجرةِ كما يكثر وجودهم امام المساجد والجوامع، وخصوصا مساء كل يوم خميس ووقت صلاة الجمعةِ ويزيد عدد هؤلاء في المناسبات والاعياد الدينية.
تزيد نسبة النساء بين المتسولين عن نسبة الرجالِ وجميع المتسولات منقبات بصورة كاملة لا تستطيع ان تحدد فيها بصورة دقيقة عما اذا كان ذلك الانسان الذي يفترش الارض امامك رجلا او امرأة!
وعلى الرغم من البؤس الظاهر الذي يبدو عليه المتسول وهو جالس على التراب في هذا الطقس شديد الحرارة، الا ان من الصعب تصديق ان هناك من هو مضطر حقيقة لان يذل نفسه ويبهدل حاله ويحترق في سبيل الحصول على بضعة دنانير يومياِ والاصعب من ذلك ان نصدق ان ما نراه من حالات تسول يعتبر امرا طبيعيا في الكويت، فالفقر موجود والغنى موجود بجانبه والامور في نهاية المطاف نسبية في كل شيء.
من المعروف ان في الكويت اكثر من 120 جمعية ولجنة وهيئة تتولى الاهتمام بالخير وفعله والسعي لتحقيقه، ومعروف ايضا ان هذه الجهات تمتلك مئات ملايين الدولارات في حساباتها قامت بتجميعها من اموال اهل الخير.
ومن الغريب والمؤسف حقا ان نجد ان هناك المئات من المتسولين في دولة يزيد فيها عدد جهات الخير عن عدد متسوليها، وليس هناك من يرغب في وضع حد لهذه الظاهرة غير الانسانية وغير الحضارية.
من حقنا ان نتساءل عما يفكر به حقيقة، عشرات، لا بل مئات مسؤولي ومديري واعضاء مختلف الجمعيات والهيئات الخيرية، عندما تقع اعينهم كل يوم على منظر كل اولئك المتسولين في شوارعنا وامام مؤسساتنا؟ وهل حقا هم متسولون؟ ولماذا لا تمد تلك الجمعيات يد العون اليهم؟!
وعليه مطلوب تحرك جهة ما لوضع حد لهذه الظاهرة، ومنع هؤلاء من التجمع والتسول امام مداخل مجمع الوزارات ومختلف الهيئات الحكومية الاخرى وعند مكاتب الجوازات والهجرة في العديد من المناطق.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top