ناجي سعود الزيد

قام مصرف كبير، كانت تربطني به علاقة وطيدة، وفي فترة ما قبل الغزو بقليل، بالاتفاق مع فريق عمل اميركي مختص لإجراء تطوير إداري لكافة انشطة البنك، ووضع مختلف التوصيات الاصلاحية وتحديد أهداف البنك وتطلعاته المستقبلية بشكل أكثر دقة.
بسبب درجة التفاؤل الكبيرة التي تضمنها التقرير النهائي والوعود الوردية التي ذكرت فيه، والتي كانت تفوق اكثر توقعات مجلس ادارة البنك تفاؤلا، قام الأخير بالطلب من فريق العمل الاميركي استلام ادارة البنك لفترة محددة لكي يقوم بتطبيق كل ما ورد في تقريره من توصيات، وما ذكر من أهداف مالية وإدارية قابلة للتطبيق والتحقيق، ولكي يثبتوا ان ما ذكر في تقريرهم لم يكن نوعا من المبالغة الرقمية غير المبررة وغير القابلة للتطبيق.
تبين من الأشهر الأولى للتجربة، ان النجاح الكبير سيكون من نصيب الرفيق الاستشاري، وان التوصيات والأهداف المتفائلة التي تضمنها التقرير النهائي لم تكن بعيدة كثيرا عن الواقع، وان من الممكن وبقليل من الجهد تحقيق الأكثر، ولكن وقوع الغزو العراقي الحقير، وضع حدا لتلك التجربة الرائدة، وللعلم، لا يزال ذلك المصرف المعني بالأمر يستفيد من نتائج تلك الدراسة القيمة حتى يومنا هذا.
نذكر هذه الحادثة بمناسبة قيام اللجنة التي تم تشكيلها من قبل وزير التربية ووزير التعليم العالي، المختصة باختيار مدير جديد لجامعة الكويت برفع ترشيحاتها لهذا المنصب الى مجلس الوزراء، لاختيار أحد المرشحين الخمسة لهذا المنصب المرموق.
نحن هنا، وبكل تواضع، نؤيد اختيار الدكتور ناجي سعود الزيد مديرا للجامعة، ليس بسبب معرفتنا الشخصية به، والتي لا تتعدى بضعة لقاءات قصيرة، ولا لاتجاهاته السياسية التي لا نعرف عنها إلا القليل، ولكن من واقع مختلف الآراء والأفكار التي سبق ان أوردها في مئات المقالات الجادة التي كتبها في مختلف المطبوعات، وما تضمنته تلك المقالات من كم هائل من الانتقادات لمختلف الأوضاع المعيشية، وما تضمنته كذلك من تشخيص دقيق للكثير من العلل والأمراض والأوجاع التي يشكو منها المجتمع بشكل عام، والإدارة الحكومية بشكل خاص، اضافة الى ما ذكر في تلك المقالات والمحاضرات من اقتراحات تتعلق بطرق العلاج المناسبة لهذه العلل الوظيفية أو لتلك الأمراض الاجتماعية.
من الواضح ان تشخيصاته واقتراحاته وتوصياته لم تأت من فراغ، بل جاءت كمحصلة لجهد كبير بذل في القراءة والاطلاع والبحث العلمي والميداني في أكثر من لغة، اضافة الى المؤهل الأكاديمي العالي والخبرة العملية الغنية اللذين يمتلكهما.
ان ترشيحنا هذا لا يأتي فقط بسبب قناعتنا بقدراته التنظيمية والعلمية، بل كذلك من منطلق قلة معرفتنا بآراء ومنطلقات وأفكار بعض المرشحين الآخرين من جهة، والى عدم ثقتنا بالكفاءة الأكاديمية للبعض الآخر من المرشحين من جهة أخرى.
انها فرصة لنقول للمرشح الدكتور ناجي سعود الزيد 'هذا الميدان يا زيدان'.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top