الديسك جوكي الإسلامي

كتبت مقالا قبل فترة حذرت فيه من الانخداع بمظاهر الناس الخارجيةِ فليس كل ملتح مؤمنا، وليس كل حليق كافراِ كما حذرت من استغلال البعض لهيئاتهم الخارجية والتي تتمثل أحيانا في لحية كثة، أو ملابس قصيرة للوصول الى مآربهم في الهيئات والمصالح الحكومية ومختلف السلطات المحليةِ وقد اعتبر القضاء وقتها ان فقرة معينة وردت في ذلك المقال فيها مس بهيبته، فكان أن قرر تحويلي ورئيس التحرير السابق، النائب الحالي محمد الصقر الى محرابه لمقاضاتنا.
ولقد جاء ذلك المقال بناء على خلفية حادثة كنت طرفها فيها مع شخص ملتح التقيته في منطقة أرض المعارض وهو يقوم بجمع التبرعات في صندوق زجاجي، حيث لاحظت أنه يضع أمامه مجموعة من الملصقات (البروشورات) الملونة لجمعيتي التراث والاصلاح.
ولمعرفتي التامة بأن الصيف والشتاء لا يجتمعان تحت سقف واحد، وأن ليس هناك جهة ما تجمع التبرعات لكلتا الجمعيتين في صندوق واحد، فقد عرفت فورا أن في الأمر خدعة، وطريقة تسول بائسة واحتيالا على الناس.
من الواضح ان محاولات البعض استغلال المظاهر والأمور الدينية لتحقيق مصالحهم والوصول لغاياتهم سوف لن تنتهي او تتوقف طالما بقي بيننا هذا الكم الكبير من السذج ومن جماعة 'ماكاري'، او مجموعة: لا أسمع، لا أرى، لا أتكلمِ وكان آخر تلك المحاولات ذلك الإعلان العجيب من نوعية 'المضحك المبكي' والذي قامت إحدى المؤسسات التجارية بنشره في احدى الجرائد الإعلانية والذي ذكر فيه استعداد 'مؤسسة المرش للأفراح' للقيام بتجهيز عرس كامل، أي حفل زواج كامل، وتوفير سجاد وتركيب زينة منازل وتوفير كنافات، أي أطقم جلوس، وخيام مكيفة وتجهيز الكوشة وتقديم عصائر طبيعية.
إلى هنا والأمر، كما نوعية العصير المقدمة، طبيعي ومقبول، ولكن الغريب كان في ما ذكره الإعلان عن استعداد تلك المؤسسة لاحضار 'دي جي إسلامي' لحفل الزواج! وال 'دي جي'، لمن لم يسمع بهذا الاختراع من قبل، هو الشخص او الشخصة، حسب قول محمد مساعد الصالح، الذي يقوم في الملاهي الليلية والحفلات بتشغيل اجهزة الموسيقى وتلقيمها بأشرطة الكاسيت الحاوية على أغاني الرقص المناسبة.
ومن الصعب، ان لم يكن من المستحيل، تخيل وجود 'دي جي إسلامي' بالذات! فما هي الموسيقى التي سيقوم بتشغيلها؟ وما هي الأغاني التي سيسمعها في حفل الزواج؟
الأمر مثير للاستغراب والفضول، ولمن لديه اي شك فما عليه الا الاتصال بنا لنقوم بتزويده بأرقام هاتف وبيجر ونقال هذا ال'دي جي الإسلامي' العظيم.

ملاحظة:
تم ذكر اسم المؤسسة ونص الإعلان في المقال نقلا عن صحيفة إعلانات محليةِ وعليه، ليس في الأمر اساءة لأحد، بل لا يعدو الأمر ان يكون زيادة في المنفعة والمعرفة.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top