لعبة الكراسي

عندما كان الشيخ سعود الناصر الصباح وزيرا للاعلام قام بمجموعة من التغييرات الادارية نتج عنها تجميد بعض كبار موظفي الاذاعة والتلفزيون ونقل البعض الآخر لمناصب ادارية اخرى وترقية او رفع شأن من اعتقد بانه يستحق الترقية.
خلفه في المنصب السيد سعد بن طفلة، الذي قام بدوره باجراء مجموعة من المناقلات في مناصب الاذاعة والتلفزيون الرئىسية نتج عنها تجميد من تمت ترقيته في عهد الوزير السابق وبذلك اختفت صوره من الصفحات الفنية في الصحف والمجلات وقام في الوقت نفسه بترقية من اعتقد بأنهم يستحقون الترقية.
بعد تلك الاستقالة التاريخية للسيد سعد بن طفلة وعودة الشيخ سعود لتولي حقيبة وزارة الاعلام قام بتجميد من قام سلفه بترقيته، واعاد بعض الوجوه القديمة - الجديدة للواجهة الاعلامية ووزع نعم الوزارة على من اعتقد بأنه أهل لها.
بعد التشكيل الاخير وخروج الشيخ سعود الناصر منها ودخول الشيخ احمد الفهد فيها كوزير للاعلام قام هذا بدوره بنفض الغبار عن بعض الكوادر المجمدة واعادها للواجهة وازاح او جمد في الوقت نفسه البعض الآخر ووضعهم في حساب معلق لحين حضور وزير اعلام جديد ليقوم باللعبة نفسها فيجمد هذا ويرفع ذلك ويرقي هذا وينسى الآخرِِ فهذه سنة الحياة فليس هناك امر دائم في حياة البشر الفانيةِِ وحق الوزير في التغيير امر لا يختلف عليه اثنان ان اردنا محاسبته على انجازاته مستقبلا، ولكن على ماذا يدل ذلك؟
ألا يدل على مدى التخبط الاعلامي الذي تعيشه كافة اجهزة الدولة الاعلامية! ولماذا نوجه كل ذلك اللوم والنقد المرير لاجهزة وبرامج الاذاعة والتلفزيون لتقصيرها في مواجهة الاحداث الجارية وضعفها الواضح في الرد على ومحاربة الفضائيات المعادية والتصدي للاعلام العراقي النشط؟؟.
أليس لكل هذه التغيرات المتسارعة والمتكررة في اهم مناصب الاذاعة والتلفزيون دور في هذا التخبط الاعلامي الذي تعيشه اجهزتنا؟.
وهل جاء الوقت لاعطاء اصحاب تلك المناصب فسحة من الوقت لكي يقوموا بالتنفس والتفرغ للانتاج بدلا من انتظار اخبار النقل والترقية والتجميد والتحويل كلما جاء وزير وذهب آخر؟.
أعتقد ان الامر يستحق بعض التفكير في جلسة مجلس الوزراء المقبلة او على الاقل في المجلس الاستشاري لوزير الاعلام والذي لم يسلم بدوره من التجميد والنسيان!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top