فقاعاتهم وفقاعاتنا

قد تبدو فكرة التنقل في الفضاء بسرعة اشبه بسرعة الضوء من وحي الخيال العلمي، ولكن عالم الفيزياء الاميركي روبرت وينغلي، يعتقد بانه نجح في تحقيقها بتصميم مركبة تتحرك بالدفع المغناطيسي، كما كتبت جريدة 'النهار' اللبنانية.
ورغم ان ابتكار البروفيسور في جامعة واشنطن في سياتل لايزال في مرحلة تصميم النموذج الاول، فان مركبة بهذه المواصفات ستسمح بخفض مدة الرحلات بين الكواكب عشرات المرات وتمكن في يوم من الايام الانسان من غزو الفضاء خارج النظام الشمسيِ وقد قررت وكالة الفضاء الاميركية 'ناسا' تمويل هذا المشروع لاقتناعها التام بفكرتهِ وقد ذكر العالم وينغلي ان الاختبارات التي اجريت بواسطة الكمبيوتر اكدت صحة نظريته، وهي نظرية بسيطة الى درجة اذهلت علماء كثرا وهي تقضي بتغليف مركبة فضائية بفقاعة مغناطيسية قادرة على تغيير اتجاه الرياح الشمسية وزيادة سرعة المركبة تدريجيا الى 80 كم في الثانية، اي 288 ألف كم في الساعة، وبهذه السرعة الخارقة لا يحتاج بلوغ حدود النظام الشمسي الواقعة على مسافة 6 بلايين كم من الارض اكثر من 3 الى 4 سنوات من الطيران المستمر علما بانه يتطلب حاليا 42 سنة (!!).
* * *
يبدو اننا في الكويت، كويت الحضارة والتقدم، كويت العادات والتقاليد، كويت السلفية المتخلفة والأخرى العلمية، كويت الاخوان المسلمين، كويت المجتمع الاسلامي الشيعي، كويت 'الله لا تغير علينا ما نحن فيه من تخلف' لسنا بحاجة لكل هذا التقدم، حيث اننا نسير اصلا وبسرعة هائلة في الاتجاه المضاد، وغير معنيين بالتالي بفقاعات مغناطيسية او حتى فقاعات صابون، ولا اهتمام لدينا بتقصير المسافات بيننا وبين الكواكب والنجوم، وذلك بعد ان نجحنا، بفضل نظام الدفع الخلفي المضاد الذي شارك في اختراعه بعض علماء مجلس الامة، في العودة بالبلاد وبأوضاع البلاد وشعب البلاد قرونا طويلة الى الخلف في ظل مباركة حكومية ومشاركة شعبية متخلفة وصمت 'رسمي ونخبوي ليبرالي' محير!
ويبدو ان لا خيار لنا غير ان نستمر في الدعاء لله طالبين منه ان يغير علينا اوضاعنا، وان يحرمنا الى الابد من اولئك الذين تسببوا في تخلفنا وفي عودتنا الى الوراء لقرون طويلة، آمين!
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top