المرحلة التالية

حدثت المرحلة التالية التي توقعناها، وبدأت الاحزاب الدينية بجني ثمار ما قامت بزراعته على مدى ثلاثة عقود او يزيد في عقول الصبية والمراهقين في المساجد والتجمعات الحزبية والزوايا والتكيات، ومن خلال مقالات الصحف وخطب المعسكرات الشتوية والصيفية والربيعية النارية التي لم تتوقف الاحزاب الدينية عن اقامتها في طول البلاد وعرضها، والتي خصصت لحث الشباب والشد من عزمهم ووضع الآمال العريضة بتحقيق دولة الاسلام الطاهرة النقية على اكتافهم.
شكرا من القلب لمجلسي ادارة جمعيتي الاصلاح وتراث السلف ولفروعهما المائة والعشرينِ شكرا لهم جميعا على دورهم في دفع هذا الوطن الصغير والجميل والمسالم الى حافة الهاوية وتوريطه في حرب شوارع طائفية الطابع سقيمة الهدف يعلم الجميع بأن لا طرف سيتمكن في نهاية الامر من السيطرة على بقية الاطراف الاخرى، ولكن حتما سيخرج الكل منها خاسرا في نهاية المطاف، وطنا وشعبا!.
سيتم ضبط الوانيت الابيض في نهاية الامر، والذي شارك اصحابه في ذلك الاعتداء الحقير على تلك الفتاة 'المسلمة والمسالمة' وسيتم ضبط 'وانيتات' بيضاء كثيرة اخرىِ ولكن هذا سوف لن يوقف مسلسل العنف (!) فنحن لسنا شعب 'سوبر' بحيث تكون تصرفاته مخالفة لتصرفات بقية البشرِ فقد بدأت الامور دائما عند الآخرين بنظرة وتأنيب خفيف من هنا وكلمة من هناك، فبيان، فتعنيف، فشد بالايدي، فضرب، فقتل، الى ان ينتهي الامر بفوضى كاملة!.
لقد كتبنا وحذرنا مئات المرات من هذه النتيجة ومن نتائج اخرى قادمةِ وقد سخر البعض من كتاباتنا، ولا يزال، واعتبر البعض الآخر ما نكتب مجرد 'تهويل'، ولا يزالِ وحذرنا آخرون من مغبة ما نكتب، سواء بالحسنى او بالتهديد او برفع الامر للقضاء، بعد ان اصبحت كتاباتنا تشكل خطرا على سقم مخططاتهم وسواد افكارهم وتخلف آرائهم المتطرفة، ولكن اين تطرفنا، ان كان صحيحا، من تطرف هؤلاء، اسلوبا وقولا ووسيلة؟!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top