هل هي متخلفة أم نامية؟

سبق أن كتبنا مجموعة من المقالات عن مشكلة الصفرين التي ستواجه برامج الكمبيوتر في العالم أجمع اعتبارا من اليوم الأول من القرن القادم، وبينا أن البنك الدولي يعتقد ان الكويت هي من الدول القليلة في العالم التي لم تع حتى الآن بما فيه الكفاية حجم المشكلة ومدى خطورتها، وان دولا عديدة تفتقد للكثير مما لدى الكويت من امكانيات استطاعت ان تضع العديد من الحلول لهذه المشكلة مما مكنها من تبوؤ مرتبة أعلى بكثير في التصنيف العام للبنك الدولي، ومن تلك الدول الاردن والسودان اللتين وصفناهما في أحد المقالات بالمتخلفتين!.
كتب القارئ دِ احمد عثمان من السودان رسالة ل'القبس' يحتج فيها على ما ورد في مقالنا من وصف 'غير دقيق' لبلاده!! ونحن إذ نعتذر للدكتور عثمان عن أية إساءة قد تكون لحقت به وبالأخوة والأخوات في السودان والمهجر عن كلمة وردت في مقال واحد كتبناه في زاوية صغيرة وفي صحيفة محلية فاننا نود ان نسأله هنا عن ردة فعله أو تفسيره أو الصفة التي سيطلقها على بلاده بعد أن قرأنا جميعا في الصحف العربية والأجنبية المحلية والعالمية والمعروفة والمقروءة عن قرار الحكومة السودانية القاضي بتشكيل لجنة وزارية ذات سلطات كبيرة لحل مشكلة انتشار الرق في السودان والذي أجبر الحكومة المركزية على الاعتراف بوجوده بعد ان انتشر هناك ووصلت أعداد الأرقاء الى ارقام خيالية، يتم بيعهم وشراؤهم وتتحول ملكيتهم من شخص لآخر على مرأى ومسمع الحكومة السودانيةِ وتنتمي غالبية طبقة الرقيق الى قبائل مسيحية جنوبية أو وثنية ممن يعتبرون في التفسير الشرعي للاخوان المسلمين في السودان وغيره، من سبايا وغنائم الحرب الذين يجوز استرقاقهم.
تعتبر مشكلة الرق في السودان وصمة عار في جبين المسلمين والعرب والأفارقة، كما يعتبر السودان الدولة الوحيدة في العالم التي يزداد فيها عدد الرقيق كل يوم بدلا من ان ينخفض او يختفي كما هو الحال مع البعض من الدول الافريقية الاخرى.
والآن من حقنا ان نطلب من دِ عثمان او من الآلاف الذين تخرجوا في جامعات السودان الثلاثين، وبعد ان عرفوا 'مكانة' السودان لدى منظمات الأمم المتحدة 'اليونيسيف' والمؤسسات الدولية العاملة ضمن انشطة حقوق الانسان، أن يساعدونا في ايجاد صفة أخرى غير صفة 'متخلفة' لكي نطلقها على ذلك البلد العربي الأفريقي ذي الأغلبية المسلمة والمسير من قبل حزب الإخوان المسلمين، أو أن يدلونا على موقف واحد وقفه الأخوة في السودان، وخاصة من العرب المسلمين، ضد هذا الوضع الرهيب في وحشيته وعدم انسانيته في تلك الدولة 'النامية'!!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top