اللصوص وفراش البلدية

كتبت عشرات المقالات عمن لاكت الألسن في السنوات العشر الاخيرة سمعتهم بمختلف انواع الاشاعات والاتهامات والاحكام القضائية، سواء ما تعلق منها بقضايا الاختلاسات او بالرشاوى او السرقات في مختلف الوزارات والدوائر والمصالح الحكومية، ومنها الاشغالِ كما تطرقت وغيري من الكتاب لمواضيع تتعلق بالتعدي على كرامة الناس واعراضهم، او بمحاولات القتل والاعتداء على حياة الآخرين وممتلكاتهمِ وقد حاولت، كما حاول غيري، في كل تلك المقالات كشف المدعين وفضح السارقين والدفاع، قدر المستطاع، عن البعض ممن اصابهم غبن او ضياع حق!!.
جلست اليوم افكر في كل ما كتبته طوال السنوات السابقة في هذا المجال، وفي كل ما وجهته من اتهامات للآخرين، والتي لا ادعي الآن انها كانت دقيقة في كل الاحوالِ واخذت استعرض في ذهني، وبجردة سريعة، ما استطعت ان اتذكره من صور واسماء ومناصب ومهام كل تلك الشخصيات، وما حدث لها بعد ذلك، وما دفعها لأن تفعل ما فعلت، فوصلت الى قناعة بأننا لم نحدد الطرف المسؤول اساسا عن هذا الوضع المتردي الذي نحن فيه!! فعندما يخطئ الموظف او المسؤول في اداء عمله نقوم عادة بطرده من عمله وتعيين غيره مكانهِ ولا نتوقف لحظة لكي نسأل انفسنا عن السبب الذي ادى لوقوع ذلك الشخص في ما وقع فيه من اخطاء، ومن الذي شجعه او تستر عليه وفرض عليه الحماية!! فما نشكو منه اليوم من فساد بعض الذمم في الاسكان او الاوقاف او الاشغال او الصحة او التربية هو من نوعية الفساد نفسه الذي كنا نشكو منه منذ اكثر من اربعة عقود من الزمن، حيث لم يختلف شيء سوى حلول اسماء جديدة مكان اسماء قديمة، وكأن الامر لا يعدو مسرحية جيدة تلاقي نجاحا منقطع النظير على خشبة المسرح، حيث يستمر عرضها لسنوات عديدة تغيرت اثناء عرضها، بحكم المرض او التقدم في السن، اسماء العديد من ابطالها، ولكن بقي نصها كما هو!!.
ان قصة فراش البلدية الذي اتهم بسرقة الاراضي في اواخر الخمسينات، لا تزال ماثلة حية في اذهان الكثيرين، وما طرأ من تغير كان في نوعية قماش الدشداشة او طراز بدلة المسؤول الجديد، ولم نحاول ابدا ان نعرف الجاني الحقيقي او نبعده على الاقل من منصبه!.
وعليه، أؤكد هنا تعاطفي التام مع كل من تدخل لنجدة فرد من قبيلته تم سجنه في قضية مرور، وكل من حاول التوسط لايقاف تنفيذ حكم على قريب له ورفاقه الذين اعتدوا على مخفر المنطقة وجرحوا شرطتهِ ومع كل من استعمل نفوذه ل'هبش' ما وصلت له يده من مال بسبب نفوذ وخدمات والده وسكوت الآخرين عنهِ اقول ذلك وانا صادق في ما اقول، وسوف لن اغير قناعتي حتى نرى تغيرا جذريا في مكان ما، يحاسب من كان السبب وراء كل ذلكِ اما القصاص من الصغار فعبث ما بعده عبث، وسوف لن نصل الى اية نتيجة مهما كتبنا وكتب غيرنا في هذه المواضيع!!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top