من نريد ان نخدع؟

يقول المثل المعروف: تستطيع ان تضحك على بعض الناس كل الوقت، وعلى كل الناس بعض الوقت، ولكن لا تستطيع ان تضحك على كل الناس كل الوقت!!.

'ِِ كانت الخطة العسكرية البالغة السرية تتضمن النقاط التالية:
1) تكوين جيش اسلامي قوامه 1.250 مليون جنديِ (250 الف الباني، 750 الفا من دول آسيا الاسلامية، والبقية جنود متطوعون من بعض الدول العربية).
2) تكليف العراق والسودان واليمن والجزائر وليبيا بمهمة تغطية كافة تكاليف الجيش.
3) تكون القيادة السياسية والعسكرية للجيش بيد مجلس مكون من ستة اعضاء: ثلاثة يمثلون اكبر الدول الممولة، وثلاثة من اكثر الدول مساهمة في القوة البشرية.
4) تكون اراضي جمهورية البانيا نقطة التجمع والتدريب والانطلاق لتحرير كافة اراضي كوسوفو، والتي منها سيتم كسر انف واذن وحنجرة الجيش الصربي.
5) اجبار الامم المتحدة على تمويل عملية اعادة اعمار كوسوفو، وصرف تعويضات عادلة لسكانه تستقطع من العقوبات المالية التي سيتم فرضها على يوغسلافيا.

على الرغم من نطاق السرية الشديد الذي ضرب حول قرار، او خطة، تأسيس هذا الجيش والذي اقتصر العلم به على ثلاثة اطراف فقط، احدهم عضو في احد الاحزاب الدينية في الكويتِ الا ان وكالة المخابرات المركزية علمت بالخطة السرية 'جدا' في اللحظة الاخيرة، وبادرت من فورها باعلام رئىس الولايات المتحدة الاميركية بالامر، والذي قام بدوره باستغلال ضعف وهوان وقلة شخصية وعدم خبرة رؤساء الدول الغربية الاخرى، وارغمهم على قبول فكرة قيام دول الحلف الاطلسي بالمخاطرة بارواح جنودها وصرف عشرات بلايين الدولارات، والقيام بالهجوم الجوي على يوغسلافيا لارغام رئيسها على الاعتراف لمسلمي كوسوفو بحق تقرير المصير!! وبذلك تم قطع الطريق امام الاطراف المشاركة في وضع الخطة السرية لتأسيس الجيش الاسلامي موضع التنفيذ.
تلك كانت، او ربما ما يشبه ذلك، تفاصيل الخطة السرية، او السيناريو الحربي الذي كان من الممكن ان يوضع موضع التنفيذ من قبل حكومات بعض الدول الاسلامية لولا ذلك التدخل الاميركي الاطلسي (اللعين) في شؤون يوغسلافيا الداخلية، وهو السر العظيم الذي كشفه لنا 'الشيخ' ناصر شمس الدين، وبحضور كافة وسائل الاعلام، في الندوة التي اقامتها جمعية احياء التراث في احد مراكزها بالسالمية يوم 21 ابريل 99 تحت عنوان 'كارثة كوسوفو بين صمت المسلمين والحل الغربي' (صحف يوم 22/4/99)، حيث ذكر 'الشيخ' وبالحرف الواحد: بأن هذا التدخل لم يكن يوما ما بدوافع انسانية وان الدول الاوروبية الغربية واميركا تحارب الصرب لمنع المسلمين من ان يشكلوا جيشا في اوروباِ كما استشهد 'فضيلته' على ذلك بما حدث في حرب البوسنة وذلك عندما شكل علي بيغوفيتش جيشا من نحو 300 ألف جندي مسلم!! حيث تحركت حينذاك اميركا وبريطانيا وفرنسا لنصرة أهل البوسنة والهرسك ولمنع علي عزت من تأسيس جيش مسلم في اوروبا!! ولا ادري حقيقة قيمة هذا الكلام؟ وان كان بودي التساؤل عن السبب الذي جعل اميركا وحلفاءها الغربيين يخافون من فكرة قيام علي عزت بتأسيس جيش من 300 الف عندما كان يحارب الصرب وهو بدون صفة رسمية او اهمية او مال، ولا يخافون الآن من ان يفعل ذلك وهو رئيس دولة مستقلة؟؟ِ ولكن هذا موضوع آخر.

يبدو انه لا يكفي البعض ما نحن فيه من ضعف وهوان وقلة حيلة ازاء ما يحدث في كوسوفو، بل ادى هذا الضعف بالآخرين لتخيل امور ابعد ما تكون عن الحقيقةِ وكل ذلك لكي لا نقر ولا نعترف لدول حلف الاطلسي واميركا (وهم احفادِِ) بفضلهم ومحاولاتهم الصادقة لاعطاء شعب كوسوفو سيئ الحظ الحق في حياة كريمة، وهو الشيء الذي عجزنا، ولا نزال، نعجز عن تقديم ما هو أدنى منه بكثير لهم.

نشكر للدكتور عبدالرحمن السميط رده على ما سبق وكتبناه عن مصير ما يجمع من اموال خيرية، ونحن لا نشك في اخلاصه ونبل مسعاه ولكنه يمثل، اولا واخيرا، نفسه وجمعيته الخيريةِ ومقالنا كان عاما وشاملا ولم يستثن اية جهة سواء حكومية او 'دينية مسيسة' او افرادا او شركاتِ ولا اعتقد ان عاقلا يختلف معي بأن فتح الباب لكل من هب ودب لفتح ما يراه من حسابات مصرفية شخصية، سنبلية النوعية، بأسماء رجال دين معينين والطلب من الجمهور ايداع تبرعاتهم بها، مع اعطاء اصحاب هذه الحسابات الحق المطلق في التصرف بارصدتها من دون رقابة او محاسبة، عملية خالية من الريبة او الشك!!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top