عرفات وملك الصين

تعددت مؤخرا مواهب وخبرات الاخ والزميل حجاج بوخضور بحيث اصبح من الضروري حصرها وتسليط الضوء 'الباهر' على البعض منها.
استنتجت من واقع التصريحات التي ادلى بها قبل فترة ولاكثر من صحيفة، بصفته من مسؤولي شركة الملاحة العربية (المأسوف على مصيرها المادي والإداري)، بأنه خبير في شؤون الناقلاتِ وتبين من مجموعة من المقابلات والتصريحات الاخرى بأنه خبير اقتصادي، ومن هذا المنطلق وهذه الصفة نصح التجار والمستوردين بعدم الدخول في عقود شحن طويلة الأجل مع الموردين الخارجيين بسبب اتجاه رسوم الشحن مستقبلا للهبوطِ
صرح بذلك بالرغم من انه من كبار موظفي شركة ملاحيةِ كما نصح رجال الاعمال بعدم الدخول في عقود شراء طويلة الأمد بسبب توقعه حدوث انخفاضات سعرية على السلع والبضائع العالمية خلال الفترة المقبلة.
وعلمنا من مقابلة اخرى بانه خبير في الاحجار الكريمة يعرف انواعها وما تستعمل فيه كل واحدة أو نوع منها، وتبع ذلك بمجموعة من 'الحقائق' عن آثار هذه الأحجار على النفس البشرية وتأثيراتها 'السحرية' وعلاقتها بالخصوبة والجنس!! وقد تقبلنا وقتها منه كل ذلك على مضض، ولم نحاول ان ندخل معه في جدال غير مفيد.
ولكنه عاد وكتب في صفحة 'الرأي الآخر' في 'القبس' قبل فترة موضوعا طويلا ومفصلا عن حادثة تاريخية معينة ومحددة الاسماء والاحداث، حاول من خلالها تقديم نصيحة سياسية لتعلب السياسة العربية العتيق، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، يطلب منه فيها الاستفادة من حكمة ملك الصين والاقتداء بالطريقة التي تعامل فيها مع الاسكندر الأكبر عندما قام هذا الاخير بغزو بلاده !!
هنا لم نستطع السكوت اكثر من ذلكِ فما ذكره يخالف ما هو معروف من سيرة الاسكندرِ فالاسكندر لم يصل الصين ولم يفكر بغزوها ولم يهاجم مدنها، وبالتالي تصبح كل الواقعة التاريخية التي سردها عن علاقة ملك الصين بالاسكندر غير صحيحة، وتبعا لذلك تصبح نصيحته لعرفات غير ذات أهمية !!
نرجو من الزميل العزيز توخي الدقة في ما يكتب مستقبلا والابتعاد، قدر الإمكان ، عن الألقاب والصفات الرسميةِ ويا حبذا لو وجه بعضا من جهوده الطيبة لعلاج ما تعاني منه وما ترزح تحته شركة الملاحة العربية، وهو الخبير بأوضاعها، من مشاكل مالية وادارية، فهذا احسن وافيد وابرك لنا جميعاِ ونأمل ان يتسع صدره لملاحظاتنا هذه .
لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة 'الانسكلوبيديا بريتانيكا' طبعة 1974 الصفحات من 468 وإلى 474 والخاصة بسيرة الاسكندر المقدوني أو المسادوني.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top