سعاد وفيروز

انقطعت صلتي بالانشطة المدرسية منذ ان هجرت آخر مدرسة حكومية قبل اكثر من ثلت قرنِ واقترنت تلك الهجرة بعدم ايمان بجودة وجدية اي عمل تقوم به الحكومة في المجال الثقافي او الترفيهي او التعليمي، خاصة بعد ان شاهدت وخبرت ما تقوم الجهات والمدارس غير الحكومية، الاجنبية والمحلية منها على السواء، بابداعه في هذه المجالات.
بسبب اصرار من مربية فاضلة فقد اضطررت ان اذهب صباح يوم الاربعاء (41 /4) الى مدرسة مشرف المتوسطة (الحكومية) للبنات لحضور مهرجان اللغة الانكليزية.
اول ما استرعى انتباهي في الحفل نظافة المكان وجمال المسرح ووضوح نظام الصوت ودقة توزيعه في القاعة الكبيرةِ كما كانت هناك خدمة فندقية مميزة ومشروبات طازجةِ كما كانت هناك سفرة 'بوفيه' من المعجنات الحارة في مدخل المسرح!! وهذه كلها امور لم اكن اتوقع رؤيتها في مدرسة خاصة، فما بالك بمدرسة حكومية!!.
على غير ما تعودنا في المناسبات الرسمية والشعبية فقد بدأ الحفل في الوقت المحدد من دون تأخير ولو لدقيقة واحدة كما انتهى في موعده بالضبطِ وكانت كلمة الافتتاح التي القتها السيدة سعاد الانصاري، موجه عام اللغة الانكليزية، باللغتين العربية والانكليزية، جميلة ومناسبة، وكان الالقاء جيدا وواضحا وبصوت يصلح لاية وسيلة اعلامية جماهيرية وبلكنه انكليزية لا يتوقع المرء ان يسمعها في مدرسة حكومية.
بدأت فقرات الحفل والتي ادتها مجموعات من البراعم الجميلة ومن مختلف المحافظات.
وكان اجمل الفقرات واكثرها تأثيرا في النفس ما ادته فتيات مدرسة بشيرة بنت النعمان من منطقة الجهراء، وكان رائعا ما قدمته فتيات مدرسة ذي قار الابتدائية في الفروانية!!.
فقد كانت الوجوه جميلة وتتمتع بصحة وعافية واضحتينِ وكان الاداء تلقائيا ورائعا بصورة غير متوقعةِ والاهم من ذلك ان دقة وجودة مخارج كلمات الاغاني التي قمن بتأديتها باللغة الانكليزية كانتا مثار اعجاب الحضور!! وقد لاحظت اختفاء الحجاب الطارئ عن رؤوس الكثيرات منهن.
لقد سعدت كثيرا بكافة فقرات الحفل، كما سعدت بمشاهدة ذلك الاختلاط الصحي الذي تبع برنامج الحفل بين الضيوف (مواطنين وعربا وغربيين) واولياء الامور ومسؤولي الوزارة وادارة المدرسة، والذي كان من المظاهر النادرة في مجتمع ينحدر سريعا الى هاوية الفصل الجنسي حتى بين الرضع والكهول.
تحية طيبة نقدمها لوزارة التربية، ايا كان وكيلها، وتحية اطيب منها نقدمها لناظرة المدرسة السيدة فيروز معروف وتحية من القلب للسيدة سعاد الانصاري التي اشرفت وتعبت على اعداد هذا الحفل و'سافرت' الى مختلف المحافظات القريبة والبعيدة منها لتدريب الطالبات على فقرات الحفل ليخرج بتلك الصورة اللائقة، ولاصرارها على ان نحضر الحفل بدون سابق معرفة بيننا ولنجاحها في تغيير نظرتنا القديمة عن مخرجات التعليم في المدارس الحكومية، كما نجح الحفل في بعث بعض الامل في قلبي عن مستقبل فتيات بعض مناطق الكويت المهملة!.
احمد الصراف

الارشيف

Back to Top