فليج النفط

قابلت خالد الفليج ، الرئيس السابق لشركة نفط الكويت في منزل قريبه الصديق سالم المناعي في دبي ، حيث كنا نقيم جميعا وقتها أثناء فترة الغزو العراقي السخيف . تناولنا طعام الغذاء معا ، وتطرقنا ، كما هو متوقع ، إلى أكثر موضوع كان يهم الجميع التحدث فيه في ذلك الوقت ، ولا نزال ، ألا وهو موضوع الغزو .
لاحظت عليه اهتمامه الشديد  بموضوع النفط وبكل ما يتعلق به ،  ولم يكن ذلك غريبا فقد كان من كبار مسئولي شركة نفط الكويت . تطرق في حديثه إلى مجموعة من الأمور والاقتراحات التي أعتقد وقتها بأن على الحكومة الكويتية في الطائف إتباعها لضمان سلامة آبار البترول .
وتطرق الحديث كذلك إلى ما يجب القيام به من اتصالات مع الشركات العالمية لضمان تدفق النفط فور تحرير الكويت ، وغير ذلك من المواضيع المهمة التي لم أكن على إطلاع تام بها . وقد تبين لي وقتها مدى إلمامه الواسع بطبيعة عمله وحرصه الشديد على مصلحة بلاده . كما بينت الأحداث بعدها صدق ودقة الكثير مما ذكره في تلك الجلسة .

كانت تلك آخر مرة أراه فيها . ولسبب يعود إلى طبيعة وإلى عدم حبه للظهور في وسائل الإعلام ، بالرغم من حساسية وأهمية ما كان يتولاه من عمل ، فقد نسيت تقريبا ملامح وجهه ولا أعتقد بأنني سأتعرف عليه بسهولة إن قابلته اليوم أو غدا في مكان ما !!!
أقول ذلك لكي أبعد عنه وعني أية تهمة تتعلق بالمحاباة أو فكرة الإيعاز بالكتابة .

تسلم خالد الفليج رئاسة شركة نفط الكويت بعد عبدالملك الغربللي الذي خلف بدوره رئاسة أكثر رؤساء تلك الشركة فسادا ، خلقيا وماليا .
كنت دائم السؤال عنه وعن نشاطاته وكان الجميع يمتدح طريقة عمله وتفانيه فيه وكيف أنه يكون دائما أول الحضور إلى مكتبه في الشركة وآخر من يغادر مكاتبها . وقد تأكدت من تفانيه وإخلاصه ومعرفته بعلمه من أطراف كانت الأكثر تعاملا معه ومن الذين تضرروا ، بطريقة أو بأخرى ، من نظافة يده واستقماته  !!
لا أعرف الكثير عن ظروف تركه لمنصبه كرئيس المجلس إدارة أهم شركة في البلاد ، ولا عما يشاع عن وجود خلاف بينه وبين وزير النفط . ولكن لا أعتقد بأن لدى الكويت الكثيرين ممن هم في كفائتة وإخلاصه ، وعليه فأنه من المؤسف جدا أن ينتهي الأمر بمثل هذه الشخصية النظيفة ، وهي في قمة عطاءها ، أن تبقى في الظل ، في الوقت الذي تكون فيه الكويت في أشد الحاجة لجهود أمثاله !!!

أحمد الصراف       4/10/98

الارشيف

Back to Top