النائب وليد والشعور المختلط

سال طالب ثانوي مدرسه الانكليزي الجنسية عن مثال يشرح تعبير "الشعور المختلط" mixed feeling   فقال المدرس ان احسن مثال هو ذلك الشعور الذي يغمر "شخصا ما" فور سماعه خبر اصابة "حماته" بحادث سير خطير وذلك بعد دقائق من قيامها بتجربة سيارته الجديدة , التي لم يمض علي اقتنائه لها اكثر من يوم واحد , فمن جهة يتمني ان يكون الحادث كبيرا لدرجة تكفي لان تكون تلك اخر محاولة قيادة سيارة في حياة حماته ومن جهة اخري يتمني ان لا يكون الحادث تسبب باي ضرر لسيارته الجديدة !!
تاسست جمعية احياء التراث قبل 17 عاما واستطاعت خلال تلك الفترة نسبيا التسلل الي العديد من المؤسسات الحكومية وغيرها , وقامت بزرع العديد من المنتمين والمتعاطفين معها في جميع انشطة الدولة من مدنية وعسكرية من دون استثناء وهنا مكمن الخطورة وقد تمخضت حملاتها الاعلامية وقوتها الحزبية والمالية وجهود عشرات فروعها في المساهمة في ايصال النائب وليد الطبطبائي الي مجلس الامة الحالي , وذلك قبل ان تقوم مجموعته وغيرها بالانفصال عن الحزب الام !!!
تسببت "حادثة" نجاحه في الانتخابات النيابية الاخيرة بفارق ضئيل جدا من الاصوات باصابتي بحالة الشعور المختلط نفسها التي انتابت صاحب السيارة الانكليزي عندما سمع خبر تورط "حماته" في حادث السير ! فمن جهة احسست بالراحة وبما يشبه السعادة عندما علمت بانه وبالرغم من كل جهود تلك الالة الاعلامية الرهيبة التي تملكها الاحزاب الدينية وكل تلك المبالغ التي انفقت علي العملية الانتخابية , وبعد كل ذلك الالتزام الحزبي من الناخبين وبعد عمليات الفرز والالغاء والشطب وبالرغم من كل ما تدعيه من ايديولوجية حزبية ودينية الا انها فشلت فشلا واضحا في ايصال من يمكن ان يكون قدوة ومثالا يحتذي فاذا اعتبرنا تلك النتيجة الانتخابية اقصي ما تحلم الاحزاب بتحقيقه واذا اعتبرنا ان النتيجة تمثل احسن اختياراتها رغم كل "امكانيات" تلك الاحزاب فحري بنا ان نشعر بالسعادة وعدم الخوف من المستقبل , فالفشل وسرعة الانكشاف هما مصير كل هذه النوعيات . ولكن من جهة اخري شعرت بخوف شديد من النتيجة التي توصلت لها ! فماذا يا تري سيكون مصير اي من الدول العربية والاسلامية لو تمكنت واحدة من تلك العقبات الموغلة في التعصب والتخلف من الوصول الي مركز اتخاذ القرار ؟
السؤال صعب والخيار اصعب , ولكن لايزال هناك وقت ولو انه ضيق جدا لاتخاذ "القرار" المناسب وايقاف هذه الماساة الملهاة الي الابد !!!.

الارشيف

Back to Top