سندويتشه صفار بيض الحمام

خلصت دراسة علمية صادرة من جامعة أمريكية معروفة إلى أن صفار بيض الحمام يعتبر من أكثر المواد الغذائية فعالية في زيادة القدرة الجنسية لدى النساء والرجال على السواء .
وقد أدى هذا الكشف العلمي الكبير إلى زيادة ملحوظة في عدد مربي الحمام في كافة أقطار العالم وارتفعت أسعار البيض والحمام الذي يضع ذلك البيض إلى أكثر من  600  % عن أسعاره قبل عام واحد فقط . وأصبح بيض الحمام جزءا أساسيا في وجبة أية أسرة قادرة عل توفيره ضمن حميتها اليومية . وقد أدت الزيادة الكبيرة في أسعار البيض إلى تناقص كبير وخطير في عدد الحمام الذي كان يتواجد بكثرة هائلة في أشهر الأماكن السياحية في العالم مثل ساحة ترفلغار في لندن والدومو في ميلانو وسرباتو في موزمبيق وفيا فاني في جنوب البهاماز ، حيث يسكن لاجىء كويتي مشهور !!!
وأصبح منظر وقوف الآلاف من المواطنين والمقيمين في صفوف طويلة أمام سلسلة مطاعم " حمام نايف " في مختلف مناطق الكويت من المناظر المألوفة ، كما ساعدت عملية الوقوف لساعات طويلة لشراء درزن بيض حمام مسألة في زيادة التآلف بين مختلف سكان الكويت ، حيث أصبحت تجد الصعيدي يقف أمام المرقابي ،  والجبلاوي يتحدث مع الأهوازي واللبناني الجنوبي يتسامر مع النجدي وهكذا .. وبالرغم من فوائد ذلك فقد كان لهذه الظاهرة جوانب خطيرة عديدة ، فقد ازدادت حالات الطلاق بسبب الخلافات التي نشبت بين الزوج وزوجته لأسباب تتعلق بطريقة قلي صفار بيض الحمام وموعد تناوله ومقدار ما يجب صرفه من ميزانية الأسرة على شراء بيض الحمام وغيرها من المشاكل . كما انقطع العديد من رواد الديوانيات عنها بسبب انشغالهم لساعات طويلة بالوقوف في طوابير توزيع البيض أو لشراء ساندويتشات صفار الحمام المشهورة . وانشغلت الحكومة في مسألة ضرورة تخصيص عملات صعبة لاستيراد المزيد من صفار بيض الحمام المعلب وذلك كحل طويل الأمد لمشكلة التركيبة السكانية المستعصية الحل وذلك عن طريق زيادة قدرة الكويتيين الجنسية ، وكانت حجة المعارضين لذلك الانخفاض الكبير الذي أصاب أسعار النفط مؤخرا .
 وانشغل مجلس الأمة في القضية وأنقسم على نفسه في مسألة السماح للحكومة ببيع استثماراتها في أسهم شركة ديملر بنز لتمويل شراء البيض المعلب !! فقد عارض عدد من النواب مبدأ زيادة السكان عن طريق زيادة القدرة الجنسية ، حيث أن الزيادة ستكون بين الأسر التي يتجاوز حاليا متوسط عدد أطفالها العشرة ‍‍، يشكو غالبيتهم من العديد من المشاكل الصحية والأسرية . ووقف عدد آخر من النواب بجانب رغبة الحكومة في تسييل الاستثمارات وزيادة عدد السكان من منطلق انتخابي بحت !!
وفجأة اكتشفت مجموعة من " المفكرين " بأن الأمور قد خرجت عن نطاقها . حيث انشغل الناس بصفار بيض الحمام ، وبالحمام وببيضة المعلب والطازج ، وبمسائل تافهة أخرى كطرق تربية الحمام ، وسبل زيادة مقدرته على وضع البيض ، ونوعية الأقفاص الملائمة لها ، وأحسن ورش صناعة أبراج تربية وتعليم الحمام ، وأسماء المصادر الأجنبية للحمام البياض  كل هذا أثر بشكل سلبي على تفكير عشرات الآلاف من البشر ، وشغلهم ليس فقط عن واجباتهم الدنيوية بل حتى عن واجباتهم الدينية ، وأصبحوا أقل ذهابا إلى النوادي الصحية الإصلاحية ، وأقل صرفا على شراء السنابل الذهبية والفضية . وأصبحت " قواطي " الجمعيات الدينية خاوية بعد أن اختار رواد الجمعيات التعاونية وضع نقودهم في قواطي صفار البيض المعلب بدلا من قواطيهم .
وقد أدى هذا الهوس الذي يشبه السعار الذي أصاب المجتمع بمختلف فئاته نتيجة لتكالب الجميع على شراء بيض الحمام الأمر وتأثير ذلك على الحركة الدينية وعلى " عاداتنا وتقاليدنا " وعلى النسيج الاجتماعي للشعب الكويتي وعلى مدخرات الوافدين وعلى ميزانية الدولة وعلى رفاهية المواطن وسلامة الأسر من التفكك وحفاظا على وقت مجلسي الأمة والوزراء وصونا لأموال الأجيال القادمة فقد قاموا بالإيعاز لشيخ دين مشهور ، الخطيب في وزارة الأوقاف ، وأحد دعاة جمعية الإصلاح ، لإصدار فتوى دينية " تحرم أكل بيض الحمام "    !!!
وللمزيد من التفاصيل فيما يتعلق بهذه الفتوى يرجى مراجعة الملاحق الدينية المحلية التي صدرت يوم الجمعة (27/11) .

الارشيف

Back to Top