ضربة الغريبة الثانية

 للمرة الثانية خلال سنة يدهشنا الموسيقي الكويتي المبدع «نواف الغريبة»، ويبهرنا بحفل موسيقي أكثر من رائع، وفي عرض خلاب، وخلفية جميلة لم نكن نحلم بمشاهدة ما يماثلها في الكويت، وفي الهواء الطلق وبحضور مئات من عشاق فنه الجميل! وكان من الممكن أن لا تسع كل كراسي مدرج جامعة gust الكبير محبي الفن الجميل والراقي عموما، وفن الغريبة المميز والخاص، لو سبق الحفل تنسيق كاف.

يمتاز فن «نواف الغريبة» بطعم فريد من نوعه، فهو إضافة إلى شديد إبداع في أكثر من حقل، فإنه يجمع كذلك في دمائه، وفي خلفيته الثقافية، خليطا جميلا من الكويت والهند والبرتغال وبريطانيا، وكل هذا مكنه من خلق وتقديم أعمال فنية ستبقى طويلا وسيسمع بها العالم قريبا، لتميزها، ولقربها من العقل والقلب!

ولو كنت مكان «الغريبة»، أو من نظم له الحفل، الذي تميز، إضافة لجماعه الموسيقي والغنائي، بتقنية عالية في الاخراج لم أر أجمل مثلها منذ سنوات، لو كنت مكانهم لما ترددت في استضافة سمو رئيس الوزراء وكل الجهات المعنية لترى ما بإمكان براعم كويتية مبدعة شابة، تجاوز عددها الثلاثين، تقديمه من فن عالمي قل نظيره ومن دون دعم حكومي.وليروا كذلك كم هي الكويت عطشى لمثل هذه الأعمال الفنية الجميلة، بعد أن كتم التيار الديني، بقيادة الإخوان والسلف والتلف، على أنفاس شعبها لثلاثة عقود طوال.

شكرا لنواف، وشكرا لكل من شارك في تقديم ذلك الحفل وكبار رعاته الكرام.

 

• ملاحظة:

نعتذر للمتنبي لاننا سهونا في مقال الأمس عن إيراد بيت شعره السياسي الأشهر:

أغاية الدين ان تحفوا شواربكم

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

الارشيف

Back to Top