بحث العاجز عن دليل

     ولد نيل آرمسترونغ لأسرة بروتستانتية محافظة في أوهايو في 5 أغسطس 1930، ويعتبر أول بشر تطأ قدماه أرضا خارج كوكبنا، وكان ذلك عام 1969، وأصبح بعدها بعامين أستاذ هندسة الفضاء في جامعة سنسيناتي. تزوج أرمسترونج وأنجب ولدين، وكان يعيش بعزلة في مزرعته، وكان يعرف عنه رفضه الحديث عن نفسه أو إنجازاته، كما رفض دعوات الترشح للانتخابات الأمريكية. ووصف آرمسترونغ رحلته بأنها «خطوة عملاقة للبشرية»، بعد أن قام وزميله "بز ألدرن" بالهبوط على سطح القمر وقضيا ساعتين ونصف هناك. توفى آرمسترونغ عن 82 عاما، بعد عملية جراحية في الشرايين التاجية يوم 25 أغسطس 2012. وقد عاش حياته مسيحيا ومات مسيحيا، وأكاد أجزم أنه مات دن أن تتاح له فرصة سماع الأذان، أو على الأقل تملك القدرة عن التفريق بين الأذان أو اي كلام عربي آخر! وبالتي من الغرابة أن يبقى إدعاء بعض المتخلفين على أنه سمع صوت الأذان على سطح القمر ساريا لأكثر من أربعين عاما، والأغرب من ذلك أن يتطلب الأمر قيام كاتب أو أكثر بنفي سماعه الأذان أو تحوله للإسلام، وقيام وسائل نشر معروفة بنشر ذلك النفي، وهذا يشبه قول احدهم بأن فيلا  استطاع الطيران فوق مدينة نيروبي، وتصديق الناس للرواية لتأتي جهة ما وتنفي الخبر بعد أربعين عاما وتقوم صحف ووكالات أنباء بتأكيد خبر طيران الفيل اولا ثم نفي الخبر ذاته، ليس لعدم صحته، بل لاستحالة وقوعه اصلا، وأمور مثل هذه لا يمكن ان تحدث إلا لدى شعوب تشكو من عوارض مرضية خطيرة. والغريب ادعاء صحفي سعودي أنه قام بتوجيه حزمة أسئلة لآرمسترونغ، بعد الاتصال به في أمريكا، ومنها سؤال عن حقيقة ما أشيع عن سماعه للأذان فوق القمر. وقال أنه رفض الإجابة على الأسئلة، ونفى خبر الأذان أو تحوله للإسلام جملة وتفصيلا، ولو كلف هذا الصحفي نفسه و"شغل" مخه، لعلم بأن خبرا كهذا ما كان من الممكن أن يبقى سرا كل هذه السنوات!      كما نفي الصحفي نفسه كون مدينة مكة تشكل مركز الكون، أو أن إشعاع ليزر ينطلق من الكعبة نحو السماء، معتبراً أن العاجزين عن الإنجاز يطلقون هذه المزاعم التي تضر بسمعة الدين وترتد على المسلمين حين يتم نقضها لاحقاً!

ونعتقد هنا أن الغرابة لا تكمن في اعتقاد البعض أن مدينة مكة هي مركز الكون، أو أن آمسترونغ سمع الأذان فق سط القمر، وهي أمور لا علاقة لها لا بالعلم ولا بالمنطق، بل الغرابة استمرار جهات عدة في تصديقها، وهذا دليل على درجة اليأس التي بلغها هؤلاء بحيث أصبحوا يبحثون ولو على قشة تؤيد مواقفهم!

الارشيف

Back to Top