الذاكرة والسائق

يهتم الكثيرون، وخاصة مع تقدمهم في العمر وزيادة وعيهم، بضرورة المحافظة على الصحة، وبما يقومون بتناوله، وبساعات نومهم وبممارسة الرياضة، ولكنهم غالبا ما يغفلون ضرورة الاهتمام بصحتهم العقلية. وهنا يرى البعض أن عمل العقل، أو الذاكرة يتباطأ مع التقدم في السن، وهذا غير صحيح بالمطلق، خاصة مع الأصحاء. فالذاكرة البشرية تشبه ذاكرة الكمبيوتر، فذاكرة الأخير أو درجة تجاوبه مع المطلوب منه القيام به لا تعود عادة الى تقادمه، بل للكم الذي تم تحميله به من معلومات، وبالتالي يتطلب الأمر من الكمبيوتر وقتاً أطول في البحث وتقليب المواد للخروج بالإجابة الصحيحة أو المعلومات المطلوبة. وبالتالي فإن البطء العقلي مع التقدم في السن لا علاقة له ببطء الإدراك، بل بكم المعلومات المخزَّنة في العقل، التي تتطلب وقتا أطول لاستعادتها. وينصح الدكتور والعالم الألماني مايل رامسكار dr.micheal ramscar، المحاضر في مستشفى ماساشوستس ببوسطن، ومؤلف كتاب

«the brains of older people do not get weak. on the contrary, they simply know more»، بضرورة زيادة معارفنا. ويقول إن عقل كمبيوتر في مصرف صغير، يشبه في أدائه عقل شخص في مقتبل العمر، وعقل رجل متقدم في السن يشبه ذاكرة كمبيوتر أكثر كفاءة. وقال إن الشاب قد يعرف عيدي ميلاد صديقين، ولا يمكن أن يخطئ بينهما، ولكن من هو أكبر منه سنا بكثير قد يعرف أعياد ميلاد أكثر من مائة شخص، ولكنه قد يخلط بين اثنين او ثلاثة منهم، ولكنه يبقى في ذاكرته أو إدراكه أفضل من الشاب، الذي لا يخطئ، ولكنه يعرف أقل. وبالتالي علينا أن نزيد من قراءاتنا، ونسافر أكثر ونستمتع بمأكولات جديدة، ونجرب هوايات غريبة، وأن نستمتع بالحياة، فالكبر ليس «شينا» في غالب الأحيان.

• ملاحظة، لكبار السن بالذات: يقوم الكثيرون، ومن المواطنين بالذات، ممن يستعينون بسائق سيارة، بالجلوس في المقعد المجاور للسائق، وهذا تصرف جميل، يدل على التواضع. ولكن ذلك المكان، عند وقوع حادث أو الوقوف المفاجئ، هو الأخطر في السيارة! وبالتالي من الأفضل الجلوس خلف السائق، وليس بجانبه، مع ربط حزام الأمان.

الارشيف

Back to Top