التبرع بالكنار

تقول نكتة ان الرئيسين بوش وبلير عقدا مؤتمرا صحفيا ليعلنا فيه نيتهما إلقاء قنبلة على مدينة عربية وقتل 200 ألف من سكانها، إضافة الى قتل امرأة فرنسية. وهنا تعالى صياح كل الصحافيين في المؤتمر مطالبين بمعرفة السبب وراء قتل المرأة الفرنسية؟ فنظر بوش الى بلير، وابتسامة صفراء ترتسم على وجهه، وقال: ألم أقل لك أن لا أحد يكترث لمصير 200 ألف عربي؟!

تذكرت تلك النكتة السياسية السمجة وانا أتلقى، بلا مبالغة، سيلا من المكالمات والرسائل الهاتفية القصيرة، ورسائل الواتس آب وكلها تلفت نظري إلى أن الاسم الصحيح في مقال أمس لثمرة شجرة السدرة هو «كنار» وليس «خلال» ، والتي تعني البلح. وقد تناسى جميع من اتصل أو كتب التطرق للب المقال وموضوع التبرع لجمعية خيرية تطوعية تعنى بمرضى السرطان، وما ابذله من جهد في كتابة كل مقال، ونجاسة الكلب ومشاكل المصابين بالسرطان، وركز الجميع، بحسن نية أو بسوئها، على خطأ غير مقصود، متناسين أنني لا يمكن أن أكون غبيا إلى درجة انسى فيها، بعد 70 عاما من أكل الكنار، اسمه الصحيح، علما بأنني انتبهت بالفعل لذلك الخطأ، بعد طباعة الجريدة مساء، وقمت بتعديله في نسخة المقال التي ارسلتها لمن هم على قائمة بريد الإيميل!

من جانب آخر، اتصل وكتب آخرون معاتبين تطرقي في المقال نفسه لمبلغ التبرع لجمعية السدرة، أو حتى ذكر موضوع التبرع أصلا، لأن هذا الأمر، برأيهم، يجب أن يتم بسرية بحيث لا تعرف يد ما قامت به اليد الأخرى! وهذا كلام صحيح إن كان التبرع لستر حاجة عائلة أو فرد، ولكن الإعلان عن تبرع اجتماعي أمر مفيد في جميع الأحوال، حيث يشجع هذا الآخرين على الاقتداء به. ولو لم يكن التبرع العلني لأهداف نبيلة أمرا مستحبا لما قبل أحد بذكر اسمه، او اسم من تبرع من اجله، على مستشفى او مستوصف!

نعيد ونكرر رجاءنا بأفضلية التبرع للجهات الصادقة والعاملة في الأنشطة الخيرية التطوعية، التي لا يلتهم القائمون عليها نسبة من التبرعات لأنفسهم، خاصة الجمعيات التي تعنى بالمرضى بصورة جميلة، وليس تلك التي سرق محاسبها ملايين الدنانير منها، بسبب إهمال مجلس الإدارة، ليقوموا برفع دعوى على البنك، ويزعجونا تاليا بالفوز بها، متناسين أن عملية الاختلاس ما كان يجب أن تقع أصلا لو كانت هناك رقابة فعلية من مجلس الإدارة على أموال الجمعية. وربح القضية الآن لم يعد الأموال الحقيقية المختلسة للكويت، فقد خسرها الوطن، بصرف النظر عمن دفعها، وربحها المحاسب المختلس الذي انتفت الحاجة الآن لعودته الى الكويت، والأفضل، بنظر الجمعية، أن يبقى بعيدا، بما يعرف من أسرار!

الارشيف

Back to Top