طبائع الشعوب.. ظهراً

فخة الظهر، أو التعسيلة، أو السيستا، تعبير يطلق عادة على غفوة أو نومة الظهيرة، التي قد تكون لنصف ساعة أو تمتد أحيانا لساعتين.
يمكن تقسيم العالم، بشكل عام، إلى 3 أقسام أو فئات في ما يتعلق بهذه العادة.
فالأسبان، والبرتغاليون، والإيطاليون، والكثير من دول أميركا الجنوبية يتوقف فيها غالبية موظفي المؤسسات والشركات ومكاتب الأعمال المهنية، كالأطباء والمحامين، عن العمل في الظهيرة، لتناول الغداء، وأخذ غفوة الظهيرة، والعودة للعمل عصرا حتى المساء.
أما شعوب أوروبا الغربية، والولايات المتحدة، وكندا وأستراليا، وعمالقة الصناعة في آسيا، كالصين، وكوريا، واليابان، فلا تعرف هذه العادة، والعمل فيها غالبا ما يكون من التاسعة صباحا حتى الخامسة مساء، فطقس هذه الدول وظروف التنقل فيها، تدفعها لعدم التوقف عن العمل لغير فترة قصيرة لتناول الغداء مثلا، وعادة لا تتخللها أية غفوة.
أما النوع الثالث من الدول، التي تشكل غالبية شعوب الأرض، كأفريقيا والشرق الأوسط، فلا علاقة لها بالطليان ولا بالأميركان، فهي نائمة اليوم كله أصلا.
توصل د. david dinges، من جامعة بنسلفانيا، وعضو أكاديمية النوم الأميركية، من خلال دراسة جادة، أن هناك نوعين من الغفوة القصيرة، الأولى تطوعية، والثانية إجبارية. الأولى، تنبع من قرار يتخذه الشخص نفسه، أما الثانية، فتحدث على الرغم منه، ولا يد له فيها، وهي دليل على أنه لم ينل القسط الكافي من النوم في الليلة السابقة، أو دليل على عدم قدرته على البقاء مستيقظا لفترة طويلة. ويقول إننا عندما نغفو في وسيلة مواصلات أو في المكتب، فإن أول شيء يرتخي في جسمنا هي الأذرع، ثم اليدين، ومن بعدها الجفون، وأخيرا الرقبة، بحيث يتبع ذلك سقوط الرأس للأمام أو الخلف، أو على أحد الجانبين، دون شعور. ويقول إن الغفوات الإجبارية لا فائدة منها، ومن الأفضل تجنبها ومقاومتها بشرب القهوة أو القيام بالمشي أو الجلوس بطريقة مستقيمة. وإن الغفوة الاختيارية أفضل بكثير، التي يتطلب التحضير لها بالنوم في منطقة باردة ومظلمة، نوعا ما، وهادئة، بعيدا عن أي أجهزة إلكترونية، لكي تكون الاستفادة كاملة.
ويقول الدكتور ديفيد إنه لا أحد تقريبا يعرف السبب في ميل الكثير من البشر لأخذ تعسيلة في وقت الظهيرة، ولكن هناك شبه إجماع على أن ذلك يعود لكون البشر تواجدوا في البداية في المناطق الاستوائية، التي ترتفع فيها درجات الحرارة مع تقدم النهار، حيث كانوا يأخذون غفوة في فترة الظهيرة، وبالتالي استمرت لدى البعض حتى اليوم.

الارشيف

Back to Top