أنت الأمل.. فكن قوياً من أجلنا

سيدي الفاضل، أكرر ما سبق أن ذكرته في مقال سابق بقلة معرفتي بك، وبأنني لم ألتق بك سوى مرة أو مرتين في مناسبات اجتماعية، ولكني تذكرت بالأمس فقط أنك كنت السبب في استقالتي من جمعية «الدفاع عن المال العام» بعد بضعة اشهر من تأسيسها، على الرغم من أنني كنت في مقدمة من سعى لوجودها، وكان ذلك بعد التحرير ببضع سنوات.
أتذكر أنك كنت في مقدمة حضور المؤسسين في اجتماع الجمعية الأول. لم ارك بعدها. انتهى الاجتماع ووجدت نفسي عضوا في مجلس الإدارة، ولأن الجمعية لم تشهر بعد، ولحاجتها للمال فقد تبرعت لها بمبلغ ألفي دينار لمواجهة مصاريف التأسيس، وقرر مجلس الإدارة ان أتولى أمانة الصندوق. وفي أحد الأيام جاءني رئيس الجمعية الأخ المحامي محسن المطيري وعضو الجمعية النائب السابق أحمد لاري، وسلماني شيكا صادرا من حسابك باسمي بمبلغ كبير، وأخبراني أنه تبرع منك للجمعية.
رفضت الأسلوب، والعمل خلف ظهري، وانا المعني الأول بمالية الجمعية، فقدمت استقالتي، ولم انتظر لأسمع رأيهم فيها، مشيت وأنا مقدر لك كريم تبرعك، وعرفت يومها أنك شخص مميز وصاحب رسالة واضحة، وحضورك اجتماع الجمعية لم يكن صوريا بل مثل إيمانا حقيقيا بدور الجمعية المهم في كشف الحقائق.
وبالأمس القريب، انتشر خبر إصابتك بمرض مفاجئ، وكان الشعور بالحزن هو رد فعلي الأول، ليس فقط لأنك إنسان تستحق المحبة والاحترام، بل وأيضا لأننا نرى فيك الأمل.
كما كان القلق على وضعك الصحي شبه عام لدى كل من التقيت به، وكل هذا بين لي مكانتك في قلوب الكثيرين، وأنك أمل المستقبل في كويت أفضل.
لا أعرف الكثير عن حقيقة مرضك ولكني أشعر بأن من حقك علينا أن تعرف، وأنت تمر في هذه الظروف الصحية الدقيقة وربما الحاسمة، بأننا نحبك ونقف معك ونتمنى لك الخير، وان تعود للكويت ولأسرتك، للواجبات الكثيرة التي تنتظرك سالما معافى. نقول ذلك ليس من منطلق شخصي، بل من منطلق وطني، فقلوبنا جميعا معك، وتطلب منك أن تكون أقوى من مرضك والا تقلق فالآلاف بانتظار عودتك، وسأكون، لأول مرة في حياتي، بانتظار مسؤول في المطار. لن تراني ولن تشعر بي، ولكني سأكون سعيدا حقا بعودتك، فنحن بحاجة لك.. بأكثر مما تتصور.
عليك يا سيدي أن تشعر بالأمل، فالحياة غالية وأنت غال، والكويت ونحن جميعا معها بحاجة لك وبانتظار عودتك.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top